إلى مدينة بني ملال، الواقعة بين الأطلس المتوسط وسهل تادلة، يأخذنا عبد الرحيم تافنوت رفقة ضيفه الروائي المغربي ومؤلف رواية "المغاربة "عبد الكريم الجويطي، في سفر إلى تاريخ المدينة وجذوزها. الجويطي يحكي لنا عن النواة الأولى لتأسيس قبيلة بني ملال، والتي نشأت من زواج عائشة بنت المهلهل بن يحيي الخُلْطي بالسلطان المريني أبي يعقوب بن عبد الحق سنة 1260، كما يتحدث لنا عن تلك الفترة التي أصبحت فيها المنطقة ملاذا لعدد من الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، حيث نجد اليوم عائلات تحمل اسم آيتا لمالقي وآيت القرطبي، كما نلاحظ البساتين الكثيرة التي شيدت على النمط الأندلسي. وربما سمعتم بمقولة "ما بْعيدة غير تادلا"، إن بُعْد تادلا في المخيال الشعبي المغربي كما يقول الجويطي مردُّه إلى تعذر الوصول إليها لأسباب منها كثرة الأنهار التي ما إن يرتفع منسوب المياه حتى يكون إيذانا بفترة انتظار تدوم شهورا، فينتظر الناس، وخاصة التجار انخفاض هذا المنسوب حتي يعبروا في وقت لم تكن فيه قنطرة ترفع عنهم هذا العناء. هناك سبب آخر، وهو انعدام الأمن، حيث إن الأسرى عند هروبهم يمرون من تادلا لأنه لم تكن تخضع للسلطة المركزية. المزيد من المعطيات التاريخية حول بني ملال وتادلا في هذا العدد من "كان يا مكان". شاهدوا الحلقة كاملة.