بعد أن كان مقررا منها أن تناقش تيمة السينما و المدينة، تحولت الندوة الرئيسية لمهرجان تاصميت للسينما و النقد، المنظم من طرف جمعية ثقافات وفنون الجبال ببني ملال، لمنصة تجادب من خلالها المشاركون في الندوة والمؤطرون قراءات و نقاشات عميقة حول رواية "المغاربة" لكاتبها الروائي عبد الكريم الجويطي. ومن بين الأسباب الكامنة وراء نجاح رواية "المغاربة"، أكد الجويطي أن النساء لعبن دورا كبيرا في ترويج الرواية، خاصة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، حيث دافعن عنها بشراسة، وعبر الجويطي عن دهشته من تفوق رواية المغاربة عن عدة روايات بما فيها رواية السليماني، التي سبق أن نالت ارفع جائزة أدبية في فرنسا، وهو الأمر الذي لم يتوقعه بتاتا حينما تبنى قرار كتابة الرواية، والتي أعد لها منذ سنوات عديدة، والتي تلت الفترة التي أنهى فيها مهمته كمدير جهوي للثقافة بجهة تادلة أزيلال آنذاك، وانتقاله للعيش خارج مدينة بني ملال في قرية تبعد عنها ببضعة كيلومترات، معتزلا طقوس المدينة وشخوصها.
و شدد الجويطي على أن الكثيرين ممن قرأوا وكتبوا عن الرواية لا تربطهم به أي معرفة مسبقة، حيث كان يتلقى يوميا العشرات من الرسائل عن طريق الهاتف و الفايسبوك.. ، وبعض القضاة و رجال سلطة محلية أكدوا له بأن نص الرواية مسهم بشكل مباشر، حيث كان رده يسير دائما في إتجاه أن كتابته ل"لمغاربة" كانت بمثابة «وصيته الأخيرة»، لانه في تلك الفترة أصبح متفرغا للكتابة واتخد قرار الابتعاد عن المدينة، واستطرد موضحا أنه كان يخبر المتصلين بأن الرواية كتبها فقط خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر. و كانت مفاجأة الجويطي كبيرة بوصول طبعة روايته المغاربة للطبعة الثالثة في ظرف 10 أشهر فقط ،وهو دليل على إعجاب القراء بالرواية ،وخير دليل على ذلك إرتفاع حجم مبيعاتها لازيد من 500 نسخة في اليوم الواحد. وكشف الجويطي في مداخلته، أن عددا من المخرجين اتصلوا به قصد تحويل رواية "المغاربة"الى سيناريو فيلم سينمائي ،"إلا أنني كنت أخبرهم أن الرواية التي تستحق أن تتحول فعلا إلى فيلم هي روايته الشهيرة «كتيبة الخراب»، لتضمنها مشاهد أكثر إنسانية وحركية..." وعن ارتباطه بمدينة بني ملال مقاما و كتابة ،أوضح الجويطي، أن من طبعه عدم حب السفر بعيدا عن مدينته الأم ،مبينا أن جل اسفاره مرتبطة بمسافات قصيرة لا تتعدى كيلومترات قليلة ،وخير دليل على ذلك حجم الدعوات التي يتلقاها من معارض من خارج المغرب والتي يعتذر عن قبولها جميعا.