افتتحت اليوم الخميس، جمهورية ليبيريا، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة. وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الليبيري جبهزوهنجارم فندلي. وحضر مراسيم الافتتاح وفد هام من المسؤولين المغاربة والليبيرين إلى جانب والي جهة الداخلة وادي الذهب، لامين بنعمر، ومجلس الجهة ينجا الخطاط، وعدد من منتخبي الجهة وممثلي منظمات المجتمع المدني. هذا الافتتاح أعقبته مباحثات ثنائية بين الوفدين، حول سبل تعميق التعاون بين المغرب وليبيريا.
في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الليبيري، أعقبت هذا الافتتاح، قال بوريطة، إن "ليبيريا منذ أن سحبت اعترافها سنة 1997 بالجمهورية الوهمية، كانت دائما مواقفها ثابتة من قضية الصحراء المغربية، وكانت دائما تدعم مواقف المغرب في المحافل الإقليمية والدولية"، موجها شكره إلى نظيره الليبيري. وأكد بوريطة، أن "ليبيريا دعمت على الدوام المغرب في جميع معاركه الدبلوماسية سواء في الأممالمتحدة في الاتحاد الإفريقي". "بين المغرب وليبيريا علاقات قائمة على التضامن المطلق في جميع المجالات"، يقول بوريطة، مشيرا إلى أن "المغرب كان من الدول الداعمة لهذا البلد الافريقي في فترة الإيبولا الذي أصاب البلاد في السنوات الماضية، وذلك من خلال تقديم الدعم الصحي وكذا النقل الجوي بعدم توقيف الرحلات بين الدولتين"، مشددا على أن هذا التضامن المغربي خلف أثرا وصدى كبيرا لدى الليبيرين. وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية، أن "قنصلية ليبيريابالداخلة سيكون لها دور في تعزيز التعاون التقني والروابط الإنسانية، وأنه سيتم وضع خارطة طريق لتعزيز التعاون بشكل عام وتعزيز دور قنصلية الداخلة بشكل خاص". من جانبه، أبرز وزير الخارجية الليبيري، جبهزوهنجارم فندلي، أن قرار افتتاح قنصلية بلاده بالداخلة يأتي لتعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد القائمة بين ليبيريا والمغرب، مشيرا إلى أن هذه القنصلية ستكون في خدمة ساكنة الأقاليم الجنوبية وكذا الجالية الليبيرية القاطنة بالمغرب في مجال الاستثمار. وتابع رئيس الدبلوماسية الليبيرية، أن "بلاده لا طالما كانت تعبر عن دعمها المتواصل للدولة المغربية، وأن افتتاح هذه القنصلية هو تجسيد للدعم الدائم للمملكة في وحدتها الترابية وسيادتها على الأقاليم الجنوبية"، مشددا على أن افتتاح قنصلية بلاده بالداخلة سيعزز العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي من خلال تشجيع فرص الاستثمار والمستثمرين بين البلدين. يذكر أن ليبيريا تتوفر على قنصلية بالدار البيضاء وسفارتها بالرباط، وتعتبر قنصلية ليبيريا في الداخلة هي رابع قنصلية في مدينة الداخلة والعاشرة في الأقاليم الجنوبية. يشار إلى أن بوريطة كان قد أعلن في وقت سابق أن هناك عدة دول افريقية بصدد افتتاح قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة خلال هذه السنة، وذلك في إطار دعم هذه الدول لموقف المملكة من النزاع الإقليمي حول الصحراء، وكذا تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باعتبارها حلا سياسيا وواقعيا.