عندما يتعلق الأمر بحملات التوعية التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة، تعَوّدنا على تلك التي تحذر من أخطار التلوث التي تحدثه المصانع ووسائل النقل، أو تلك التي تدعو إلى ترشيد استعمال المياه أو المتعلقة بالنفايات... فهل نعرف شيئا عن التلوث الرقمي، أي التلوث الذي يمكن أن تتسبب فيه الأجهزة الإلكترونية العديدة التي نجدها في كل منزل؟ هل تساءلنا يوما حول ما إذا كان لها تأثير سلبي على البيئة؟. ربما لن يخطر على بالنا أن الإجابة ستكون: نعم، وقد يتجاوز التلوث الذي يسببه القطاع الرقمي مستقبلا التلوث الناتج عن السيارات كما يقول فؤاد الزهراني الباحث في البيئة والتنمية، الذي يقدم مجموعة من المعطيات وأيضا بعض التصرفات البسيطة التي من شأنها المساهمة في التقليل منه: *خادم الحاسوب أو Serveur informatique، يستهلك كمية كبيرة من الكهرباء، وهو في حاجة دائمة إلى نظام تبريد لأنه يعمل بدون انقطاع، وبالتالي هذا الاستهلاك الكبير يؤدي إلى انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون. *القطاع الرقمي يستهلك حوالي 10 بالمائة من الكهرباء الموجودة في العالم. *استعمال الهاتف للبحث عن معلومة في محرك البحث يعمل على بعث ثاني أوكسيد الكربون بكمية تعادل بالغرامات بين 6 و7 غرامات. *إرسال بريد إلكتروني (1 ميغا) يعادل مصباحا يعمل لمدة ساعة ب 25 واط. *مشاهدة فيديو مباشر على الأنترنت (Streaming)، يستهلك ما يزيد عن 250 كيلو واط في السنة * الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها (les spams) تؤثر على كابلات شبكة الإنترنت تحت البحر، وبالتالي يجب التخلص منها. *يجب التوقف عن مواكبة التكنولوجيا التي تتطور بشكل سريع، لأن صنع هذه الأجهزة يتطلب 45 معدنا، 17 منها فقط يمكن إعادة تدويرها. *عند استعمال مواقع معينة باستمرار، يمكن إضافتها إلى favoris حتى لا يقوم محرك البحث بمجهود في كل مرة، وبالتالي استهلاك طاقة أكثر. المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع في فقرة "روح المواطنة" رفقة فؤاد الزهراني. شاهدوا الفيديو.