بقلم سدي علي ماءالعينين ، أكادير 31 يوليوز صبيحة عيد الأضحى، 2020. يوم كتبنا عن تكسير حاجز الدرك الملكي ،قلنا إن ذلك مؤشر على عصيان مدني، وأن الإجراءات العشوائية المرتجلة للحكومة لا يمكن أن تبرر إقدام الناس على الفوضى. وها نحن في ليلة الجمعة، وعيد الأضحى نسوق للعالم مشاهد مقرفة لرجال ونساء وشباب واطفال يسرقون أكباشا في واضحة النهار، و يتصارعون فيما بينهم على الغنيمة، ويجرون الأغنام المسروقة او يحملونها إلى وجهة مجهولة، ويقول قائل إن " الكسابة" و " الشناقة" هم السبب لأنهم يضاربون في الأسعار، و غلبوا جشعهم على حساب مواطنين غارقين في الفقر. لكن نعيد نفس سؤال كسر حاجز الدرك : هل هذا يبرر الفوضى؟ إن الإستثناء المغربي، هو أن نكون في أمن و أمان و العالم من حولنا يغلي، و نحترم خصوصيات بعضنا البعض، و نقبل ببعضنا البعض و نتعايش، لا تحتاج في وطن يسود فيه القانون، والأمن والأمان ان تسيج بيتك بأبواب من حديد، ولا أن تحيط حقولك بأسوار وجدران من فولاذ، ماحدث يسائلنا جميعا، أي جيل يكبر بيننا و سيكون غدا في مناصب مختلفة، أي عقلية تحكم هذا الجيل الذي سيكون أسرة غذا و يقود البلاد ؟ هذا ما جناه علينا تعليم طبقي مهترئ، وهذا ما تفرزه علب الكبريت التي سميت سكنا إقتصاديا كدست فيه الأسر لتحتفل الحكومة انها حاربت دور الصفيح، هذا ما تفرزه سياسات لا شعبية، واقتصاد التبعية، و يكرسه غياب التأطير الحزبي والجمعوي… لكن أيضا هذا ما جنيناه على أنفسنا عندما طغت قيم الأنانية و الأطماع الفردية على حساب روح المواطنة والتربية و لحمة الأسرة وود الجيران وتكافل الأحبة، وعندما يغيب الوعي، و تسقط القيم ، و تعم الفوضى يصبح المواطنون رعاع، همج، ازلاف، ضباع… إختر أي لقب يناسبك لوصف ما حدث والتعبير عن غضبك، لكن عليك أيضا ان تشعر بالخوف على أمنك وأمن أسرتك وأمن مستقبلك وأمن بلدك، فقبل ان نغضب، علينا أن نخاف، و قبل أن نطالب بالقانون علينا أن نفتح نقاشا حقيقيا حول ملابسات هذا الوضع، بلادنا ليست بخير ، ليست بخير لأننا اهملنا المواطن في تربيته و تحصينه من آفات العصر، ليست بخير لأن ميزان العدل مختل، وبناء الأسرة منهار، و حين نكتب عن هذا الإنفلات، و يأتينا في التعليقات من يدافع عن هذا السلوك و يبرره، فهذا معناه انه ليس إنفلاتا ولا حالة معزولة بل هو ثقافة سائدة، و افكار متجذرة، و قيم تغزو المجتمع وتبني لها قانونها الخاص وانصارا و مفكرين!!!! «إنهم يريدون خلق أجيال جديدة من الضباع»؛ هي صرخة مدوية أطلقها السوسيولوجي، الأستاذ الراحل محمد جسوس، خلال المؤتمر الوطني الرابع للطلبة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية المنعقد بفاس، قبل سنوات في وجه مهندسي السياسة العامة إزاء الشباب، مما أقلق القرار السياسي المركزي المتمثل، آنذاك، في الملك الراحل الحسن الثاني الذي أمر وزير التربية الوطنية، الطيب الشكليلي، على الرد على ما جاء به العرض. وقال الراحل جسوس: «إن مستقبل المعارك التي ننادي بها هو مستقبل الشباب، و بالتالي إذا كان شباب هذا البلد مهمشين، مقموعين، مكبوحين، مكبوتين، مطاردين في مختلف مرافق الحياة، فيمكننا من الآن أن نصلي صلاة الجنازة على هذه البلاد و على مستقبله إن شباب المغرب بصفة عامة أصبح يعامل من طرف المسؤولين والحاكمين ومن طرف الطبقات السائدة في هذه البلاد، كما لو كان عبئا ثقيلا، عوض أن يشكل رصيدها ورأسمالها الأساسي ،نعلن تذمرنا من معاملة الشباب كما لو كانوا مجموعة من »الفوضويين« ومجموعة من المشاغبين، ومجموعة من »العبثيين« ومجموعة من »العدميين» علما بأن أرقى واسمى ما أنجز في هذه البلاد أنجزه شباب أو ساهم في فكرته الحاسمة شباب و بصفة خاصة، إنه لا خير يرجى من بلاد بأكملها ومن نظام سياسي واقتصادي واجتماعي بأكمله، إذا كان يعتمد على سياسة التجويع والتضييع والتمقليع، إذا كان شباب هذه البلاد يعاني من تخوف مستمر حول عيشه أولا وقبل كل شيء، ويعاني في مستوى ثان من سياسة على صعيد التعليم وعلى صعيد الثقافة وعلى صعيد التأطير الفكري والإيديولوجي، تحاول خلق جيل جديد لم نعرفه في المغرب، جيل «الضبوعة» جيل من البشر ليس له حتى الحد الأدنى من الوعي بحقوقه وبواجباته، ليس له حتى الحد الأدنى من الوعي بما يحدد مصيره ومصير اخواته ومصير اقاربه ومصير جيرانه لا خير يرجى من بلاد تعامل شبابها بمختلف اشكال القمع والإكراهات والتخويف والتهريب، بل إن ما نلاحظه حاليا هو تكريس وترسيخ هذه المعاملات، هذا كلام قيل قبل سنوات وهاهي نتائجه بارزة للعيان لا تحتاج ان نحجبها بالشعارات، يحق لنا أن نغني مع ناس الغيوان : عبيد الصنك المعبود يا قلوب الحجر قلوب طايشة مليانة ب لغدر سلسلتو لقبور . . . ها الحق . . . وها المنكر الخز للصخر من هم لبحر شكا والرياح العاصفة هجرات البرق والرعد ما بين صخرة جامدة وعوافي زاندة. . . ل صهد الريح هامدة هذا ب مهمازه ينغز . . . هذا ما يرد عليه لا دوا يداوي حسبت عشرة وعشرة عرفتها شحال تساوي القرن العشرين هذا عايشين عيشة الذبانة ف لبطانة راه الفرق عظيم بين التفاح والرمانة واش من فرق بين أنت . . . وأنت . . . وأنا ؟