عادت الحافلة، ولكن على الجانب الآخر من مدينة مانشستر التي عقدت العزم على استعادة لقب «البريميرليغ» من لندن تتواصل رحلة الإبداع، هذا هو ملخص ما حدث في الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي، فقد عاد جوزيه موينيو بتعادل مهم من الآنفيلد معقل ليفربول «المتحمس هجومياً»، وهو التعادل الذي أعاد الحديث عن «حافلة مورينيو» إلى نقطة الصفر من جديد، فالجدل يتجدد بين مؤيد ومعارض لما يفعله مورينيو في بعض المباريات وفقاً لاستراتيجية لا يعلمها سواه. فقد دافع يونايتد بقوة أمام ليفربول ليفرض عليه التعادل من دون أهداف، وبدا عازفاً عن مبادلة منافسه الهجوم، مما جعل الإنجليز يتحدثون عن «حافلة مو» في إشارة إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مرماه ليحرم المنافس من التسجيل، وفي المقابل لا يقوم هو بشن الهجمات المؤثرة. على الجانب الآخر، اعترف الإنجليز أن مان سيتي بطريقته الحالية في طرح المنافسين أرضاً يعبث بتقاليد وتاريخ البريميرليغ، فقد سجل 29 هدفاً في 8 مباريات، وهو رقم لم يتحقق منذ عشرات السنين في الدوري الإنجليزي، وفي مباراته الأخيرة فاز على ستوك سيتي بسباعية لهدفين، وسبقها بتحقيق الفوز بأكثر ب 5 أهداف أو أكثر في 3 مباريات، مما دفع سام ألارديس المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي إلى أن يؤكد عبر صفحات دايلي إكسبريس أن مان سيتي يسير في الطريق الصحيح للحصول على لقب الدوري الإنجليزي، ولكن بطريقة مختلفة عن تشيلسي ومان يونايتد، في إشارة إلى مقدرة «البلو مون» على السطوع، وانتزاع اللقب بطريقة جذابة. وأشار راؤول كانيدا، وهو صديق غوارديولا، وسبق له العمل معه في برشلونة إلى أن «بيب» قد يكون يوهان كرويف الذي انتظره الإنجليز لسنوات طويلة لكي يجعل البريميرليج والكرة الإنجليزية عموماً أكثر جاذبية، وأقدر على التحرر من معضلة الاعتماد المطلق على القوة والسرعة والاندفاع البدني والانضباط التكتيكي. ووفقاً لما نقلته صحيفة «دايلي ميل» أضاف كانيدا: «بالطبع، نجح الراحل كرويف في تغيير وجه الكرة الإسبانية؛ بفضل تجربته الرائعة مع برشلونة، والآن يمكن أن يكرر جوارديولا هذا السيناريو مع الكرة الإنجليزية، بالطبع ليس سهلاً أن يتمكن رجل بمفرده من تغيير تاريخ وتقاليد عريقة للدوري الإنجليزي، ولكنه بكل تأكيد سوف يترك أثراً ما، وبصمة لن يكون في مقدور أحد إنكارها». بالعودة إلى ما حدث عقب سباعية مان سيتي في شباك فريق ستوك سيتي، فقد غرد ميندي مدافع سيتي عقب المباراة قائلاً: «قد تنتهي مسيرتك كلاعب دون أن تصنع عدداً من الأهداف يساوي ما صنعه كيفين دي بروين في مباراة واحدة»، وجاءت إشادة ميندي بالنجم البلجيكي تفاعلاً مع تألقه اللافت، فهو ميسي مان سيتي، والمفتاح السحري الذي يستخدمه جوارديولا لصنع الفارق في جميع المباريات. الإحصائيات تقول، إن دي بروين نجح في صنع 67 هدفاً في «البريميرليغ»، منذ قدومه إلى صفوف مان سيتي موسم 2012 – 2013، وفي الفترة ذاتها لا يوجد أي لاعب يتفوق عليه على مستوى صناعة الأهداف في أكبر 5 دوريات في أوروبا سوى ميسي الذي فعلها 68 مرة، مما يعزز من مكانة دي بروين في قلوب عشاق «البلو مون»، ويؤكد أن جوارديولا لم يذهب بعيداً حينما قال: «أنا مدرب محظوظ نظراً لوجود دي بروين في فريقي». إشادة ب«الأداء الأفضل» ودي بروين
أعرب غوارديولا بفوزهم 7-2 على ستوك سيتي، وهي المرة الأولى يسجل سيتي سبعة أهداف منذ تولي جوارديولا تدريبه في يوليو 2016، والمرة الأولى أيضاً يسجل هذا العدد من الأهداف في مباراة في الدوري المحلي، منذ فوزه 7-صفر على نوريتش في نوفمبر 2013. وقال غوارديولا: «يمكن دائماً تقديم أداء أفضل، لكن لا يمكن أن أنفي أن المباراة شهدت أفضل أداء منذ قدومي إلى هنا، لعبنا 45 دقيقة جيدة، وربما أكثر من ذلك». وأضاف: «باستثناء أمرين علينا التعلم منهما، قدم الجميع أداء جيداً فعلاً، بعد التوقف الدولي، يمكن أن يكون الأمر معقداً، إلا أننا أدينا بشكل جيد فعلاً، ولعبنا بسرعة لأن لعبنا كان بسيطاً، لاعبو الجناح والمهاجمون صنعوا الفارق». وأضاف: «أنا مسرور جداً لأننا فزنا، ولا سيما بالطريقة التي فزنا بها». وأشاد جوارديولا على وجه الخصوص بأداء الدولي البلجيكي كيفن دي بروين، الذي مرر تمريرتين حاسمتين وساهم في ثلاثة أهداف أخرى. وقال المدرب السابق لبرشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني: «كيفن لم يسجل اليوم، إلا أنه لاعب ديناميكي جداً يفهم اللعبة، وعندما تكون الكرة بحوزته قريباً من منطقة الجزاء، يتحرك لاعبو الجناح والمهاجمون ولاعبو الوسط الهجومي لأنهم يعرفون أن الكرة ستأتي».