لم يتمكَّن المنتخب الوطني المغربي من العودة بالنقاط الثلاث من العاصمة المالية باماكو، بعدما اكتفى بالتعادل السلبي أمام "النسور"، ضمن الجولة الرابعة لمنافسات المجموعة الثالثة، المندرجة في إطار التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. واتسَّمت الجولة الأولى بالصرامة التكتيكية والالتحامات البدنية بين "الأسود" و"النسور"؛ وهو ما أسفر عن ندرة الفرص السانحة للتسجيل، باستثناء بعض التهديدات الهجومية التي وقَّع عليها رفاق فيصل فجر؛ ومن بينها لمبارك بوصوفة في الدقيقة العشرين وتسديدته التي تصدَّى لها حارس الماليين، وفرصة ذهبية أخرى لخالد بوطيب، الذي لم يُحسن الانفراد الذي حظي به في الدقيقة 36′. ولم يعمد أفراد الكتيبة المغربية إلى تشييد بناءات هجومية ومترابطات فنية بينهم، مُعتمدين فقط على الكرات العرضية والطولية في اتجاه رأس الحربة خالد بوطيب، رغبة منهم في استغلال طول قامة مهاجم مالطيا سبور التركي، لكن دون أن يؤتي ذلك أي أكل أمام الدفاع المالي. وفي الشوط الثاني، أُتيحت أمام "الأسود" إمكانية هز شباك أصحاب الأرض والجمهور، حينما اصطاد مبارك بوصوفة ضربة جزاء في الدقيقة 70'، غير أن حكيم زياش فشل في ترجمتها إلى هدف، قبل أن يُخفق البديل أسامة طنان بعد حوالي أربع دقائق في تسجيل كرة على طبق من ذهب بعد انفراده أمام حارس المرمى…ولم تعرف باقي الدقائق أي متغير غير محاولات متكررة من النسور لربح المعركة والإجهاز على الأسد، ليعلن الحكم الملغاشي الذي لا ينتصر معه الفريق الوطني عن نهاية موقعة باماكو بالتعادل السلبي المحبط والمقلق جدا، ليرفض الأسود أحلى هدية وأجمل سيناريو، ويعتذرون عن إنتزاع الصدارة من الكوت ديفوار مع تقليص الفارق إلى نقطة واحدة، مواصلين عشقهم للتعقيد والحسابات الضيقة والحلول الصعبة التي ستحضر بلا شك في آخر جولتين أمام الفهود والفيلة. وظل أبناء الفرنسي هيرفي رونار يُحاولون الوصول إلى شباك النسور المالية؛ حيث كادوا يُحقِّقون المُراد عقب توصل خالد بوطيب بكرة داخل منطقة الجزاء، بيد أن تسديدته ارتطمت بأحد مُدافعي الخصم، في الدقيقة 88′ من اللقاء.