تحمل مباريات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مواجهة من العيار الثقيل بين أتلتيكو مدريد وبايرن ميونيخ على ملعب فيسنتي كالديرون في مواجهة يسعى كلا الفريقين لحسمها من أجل انتزاع صدارة المجموعة الرابعة وإظهار مدى قدرته على المنافسة على اللقب الاوروبي. ويتطلع الفريق البافاري للثأر من الروخيبلانكوس الذي أقصاه من نصف نهائي النسخة الماضية بعدما فاز على ملعب فيسنتي كالديرون بهدف نظيف لساؤول نيجييز، وهزمه 2-1 في ميونخ، ليعبر الفريق الاسباني بأفضلية التسجيل خارج الارض إلى النهائي. وينتظر الروخيلانكوس الذي أدهش الجميع في النسخ الثلاثة الاخيرة للبطولة القارية مع بلوغه للنهائي مرتين في 2014 و2016 وتتويجه بخمس بطولات في حقبة مدربه دييجو سيميوني، مواجهة أحد أقوى الفرق الاوروبية وأكثرها عراقة والفائز بالكأس ذات الاذنين خمس مرات والذي يضم في خزينة جوائزه أيضا أكثر من 50 بطولة. ويخوض المدرب الارجنتيني سيميوني ورجاله أنطوان جريزمان وكيفين جاميرو ويانيك كاراسكو وفرناندو توريس وكوكي ريسيوركسيون ونيكو جايتان ودييجو جودين وفليبي لويس ويان أوبلاك المواجهة المرتقبة ضد الفريق البافاري تحت قيادة مدربه المخضرم كارلو انشيلوتي وكتيبة العمالقة مانويل نوير وتوماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وتشابي الونسو وأرتورو فيدال وخابي مارتينز وديفيد الابا وماتس هوملز وفرانك ريبيري. وعادة ما تكون مباريات الفريقين مواجهة بين طريقتي لعب مختلفتين: التمركز الصحيح في الدفاع والانتشار العرضي واللعب الجماعي والسرعة للروخيبلانكوس في مواجهة الكرة الهجومية وتنويع اللعب من جانب بايرن. ويخوض بايرن اللقاء منتشيا بفوزه في جميع مبارياته الثمانية التي خاضها حتى الآن هذا الموسم، في أفضل انطلاقه بتاريخه، في مواجهة الأتلتي الذي لم يخسر أيا من مبارياته الرسمية السبعة هذا الموسم. ويعد دفاع الفريقين هو الافضل في الدوريات الاوروبية الكبرى، حيث استقبل الفريق البافاري هدفا واحد في مقابل اثنين للروخيبلانكوس. وبدأ الفريقان المرشحان للعبور لدور الستة عشر، مشوارهما في دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، بالفوز في اول اختبار لهما، حيث تغلب الاتلتي بهدف نظيف على بي اس في اندهوفن الهولندي، واكتسح بايرن روستوف الروسي بخماسية نظيفة ضمن المجموعة الرابعة. يقول توماس مولر مهاجم الفريق البافاري "كل شيء يبدأ من الصفر من جديد. لم ننس ما حدث منذ شهور" في إشارة إلى مواجهة الفريقين بنصف نهائي النسخة الماضية، لكنه يقول رغم ذلك "ليس لدينا رغبة في الانتقام". ويحتفظ الفريقان منذ تلك المواجهة في مايو/آيار الماضي بقوامهما الأساسي، لكن دفة بايرن صار يقودها الآن أنشيلوتي الذي تولى القيادة الفنية خلفا لبيب جوارديولا وعزز صفوفه بماتس هوملز في الدفاع وريناتو سانشيز في الوسط، بينما يعتمد سيميوني على المهاجم الفرنسي كيفين جاميرو باستمرار في التشكيل الاساسي من بين الخمس صفقات التي أجراها هذا الصيف. ويتوقع أن يدفع سيميوني بنفس التشكيل الذي خاض به قبل أسبوع مواجهة برشلونة، بالاعتماد على جاميرو وجريزمان في الهجوم، والبلجيكي يانيك كاراسكو على اليسار وساؤول نيجيز على اليمن، وسيكون أمامه أيضا إمكانية الاستعانة بفرناندو توريس كرأس حربة. ويضع سيمويني ثقته في كوكي ريسوريكسيون وجابي فرناندز في وسط الملعب، وسيعود لاعب الجبل الاسود ستيفان سافيتش للعب بالدفاع مع دييجو جودين، وفليبي لويس وخوانفران توريس على الطرفين. وسيواجه هذا الدفاع مهمة ثقيلة وهي ايقاف المثلث الهجومي المؤلف من البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي أحرز عشرة أهداف في آخر ثماني مباريات لفريقه ولمنتخب بلاده، وتوماس مولر وفرانك ريبيري. وسيعتمد أنشيلوتي من حيث المبدأ على هذا الثلاثي لمحاولة الفوز على الاتلتي الذي فاز عليه بينما كان يتولى قيادة ريال مدريد مرة واحدة من أصل خمس مواجهات جمعت بينهما على ملعب فيسنتي كالديرون. وتلقى الريال تحت قيادة أنشيلوتي هزيمة مذلة برباعية نظيفة من الاتلتي على ذلك الملعب في موسم 2014/2015. وفي غياب دوغلاس كوستا للإصابة، سيسلح أنشيلوتي مثلثه الهجومي بكل من تياجو الكانتارا وتشابي الونسو وارتورو فيدال في الوسط، مع وجود خيارات بديلة مثل الجناح الالماني جوشوا كيميش الذي أحرز خمسة أهداف في آخر خمس مواجهات لفريقه ولمنتخب بلاده والجناح الهولندي اريين روبين الذي سجل هدفا في أول ظهور له بعد عودته من الاصابة وكذلك الفرنسي كينجسلي كومان. وفي الدفاع، عاد جيروم بواتينج للفريق بعد تعافيه من الاصابة التي تعرض لها في أمم أوروبا ويتوقع مشاركته غدا في الخط الخلفي مع خابي مارتينز، بعد إصابة ماتس هوميلز في الركبة خلال مباراة فريقه الاخيرة بالبوندسليجا، رغم تعافيه ودخوله قائمة اللقاء. ويعي الفريق البافاري قوة منافسه الإسباني الذي كان قاب قوسين أو ادنى من ملامسة الكأس ذات الاذنين مرتين في آخر ثلاثة أعوام، والذي يحلم جيله الحالي من اللاعبين بتكليل مشوارهم الرائع تحت قيادة سيميوني بالظفر بالبطولة الأغلى في أوروبا. وقال رئيس مجلس إدارة بايرن ميونخ كارل هاينز رومينيجه قبل أن يحل فريقه ضيفا على ملعب فيسنتي كالديرون اليوم"أي شيء غير الهزيمة ستكون نتيحة جيدة".