الجامعة حاولت تدارك الموقف بتأهيل 62 ملعبا والمنتخبون يظهرون في الافتتاح رغم أن الجامعة سارعت إلى تأهيل ملاعب الهواة من خلال تكسية أرضيتها بالعشب الاصطناعي، طبقا للاتفاقية الموقعة مع وزارات الداخلية والشباب والرياضة والنقل والتجهيز، لتعشيب 97 ملعبا، إلا أن فرقا عديدة مازالت تعاني معضلة في تسليم ملاعبها في الآجال المحددة، بسبب تماطل السلطات المنتخبة. وتعاني مجموعة من فرق الهواة في مختلف أنحاء المغرب قلة الملاعب، أو بالأحرى إعادة تأهيلها رغم المجهودات المبذولة من قبل الجامعة، إذ هناك ملاعب تفتقد إلى مستودعات ملابس ومدرجات ومرافق أساسية. الهواة…الكابوس مازال بعض المسؤولين المنتخبين لا يعيرون أي اهتمام للفرق الممارسة في الأقسام السفلى، عدا استثناءات قليلة جدا، إذ يعاني مسيرو هذه الفرق إكراهات عديدة في تدبير المصاريف اليومية، في ظل قلة الموارد المالية المخصصة من المجالس البلدية. وطبيعي أن تكون معظم ملاعب الهواة في وضعية كارثية، كما هو الحال بالنسبة إلى ملاعب سيدي يحيى والناظور والدريوش وشفشاون ووجدة، وغيرها. يقول مسير بأحد فرق الهواة، إن الرياضة وكرة القدم آخر اهتمامات المسؤولين المنتخبين، الذين يجهلون دورها في التنمية المستدامة وإنقاذ الشباب من الانحراف والتعاطي للمخدرات، وبالتالي، فإن هؤلاء يعتبرون الرياضة «كابوسا» وشبحا بالنسبة إليهم، في الوقت الذي تراهم يدعمون أنشطة أخرى لأغراض انتخابوية ضيقة. ورغم أن الجامعة سلمت الملعب البلدي في الناظور بعد تعشيبه بالعشب الاصطناعي، إلا أن المجلس البلدي لم يلتزم بتعهداته من خلال تسييج الملعب وبناء مدرجات ومستودع الملابس، وبالتالي حرم فريقي فتح وهلال الناظور من الاستقبال بملعبه طيلة موسم كامل. ولم يشكل الملعب البلدي في الناظور الاستثناء، إذ تعاني ملاعب عديدة الإكراهات نفسها، في ظل تماطل المسؤولين المنتخبين والسلطات المحلية في أداء واجبهم تجاه الفرق المنتمية إليهم. غياب الإرادة إن أزمة الملاعب التي تعانيها فرق الهواة ناتجة عن سوء التدبير الإداري والحكامة الجيدة في التسيير الرياضي، حسب تعبير بعض مسيري هذه الفرق، إضافة إلى غياب إرادة قوية من قبل السلطات المنتخبة للنهوض بكرة القدم رغم الميزانيات المخصصة للتنمية البشرية. ويتهم مسؤولو هذه الفرق المنتخبين بالتقصير في تفعيل مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل إيجابي ومتوازن، كما أن كرة القدم في عديد المدن، خاصة الصغرى تأثرت بالصراعات السياسية والأطماع الشخصية في غياب روح المسؤولية. وبات لزاما على المجالس المنتخبة أن تواكب برنامج الجامعة الرامي إلى تأهيل معظم ملاعب الهواة من خلال تعشيبها بالعشب الاصطناعي، وذلك عبر تسييج الملعب وبناء مدرجات ومرافق، حتى تستجيب هذه الملاعب لأبسط شروط الممارسة الكروية. الجامعة تفضح المنتخبين فضحت جامعة كرة القدم المنتخبين السياسيين أثناء عملية تسليم الملاعب إلى فرق الهواة، المستفيدة من برنامج تعشيب ملاعبها بالعشب الاصطناعيّ، إذ اصطدم المتتبعون بافتقار عديد الملاعب إلى المدرجات ومستودعات الملابس والسياج الحديدي، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول مدى جدية المجالس المنتخبة في الانخراط في تنمية الرياضة في المدن التي يشرفون على تسييرها. وتواصل الجامعة عملية تسليم الملاعب بعد تعشيبها، بعدما سلمت في وقت سابق 25 ملعبا دفعة أولى في 19 أكتوبر الماضي بافتتاح ملاعب الكارة وأحمد لشهب وأحد سوالم في عصبتي دكالة وعبدة وملعبي بني علي وشويطر في مراكش، قبل التوجه إلى أكادير لافتتاح ملعبي سيدي بلخير وجرف إنزكان، ثم العودة إلى عصبة تادلة، لافتتاح الملعب البلدي في سوق السبت. وشمل البرنامج كذلك افتتاح ملاعب الناظور والدريوش وتاوريرت في الشرق وبنسودة والسعديين في الوسط الشمالي وأرفود وتنجداد وتولال في مكناس تافيلالت، قبل أن تنهي الجامعة عملية تسليم ملاعب يعقوب المنصور وعين عودة في الرباط والبلدي في سيدي سليمان، وملعب أصيلا ووزان في الشمال والشماعية وجمعية سحيم في عبدة دكالة. الجامعة واحتواء الأزمة قررت الجامعة تعميم العشب الاصطناعي على مختلف فرق الهواة، لقدرته على الصمود لأطول فترة ممكنة، كما أنه لا يحتاج كثيرا من الصيانة، إذ بادرت إلى احتواء أزمة الملاعب بأقسام الهواة من خلال تسريع وتيرة تعشيبها، إذ شملت العملية الأولى 62 ملعبا على أن تشمل العملية الثانية 35 ملعبا. واستفادت 10 ملاعب في الصحراء من برنامج التعشيب، ويتعلق الأمر بأسا الزاك والعيون الوفاق والسمارة وطاطا وأخفنير والوطية والمرسة والداخلة والعيون، فيما استفادت جهة الشرق من 12 ملعبا، وهي الزغنغن الشريف أمزيان وجرادة وتاوريرت والدريوش والناظور وملعب الشبيبة والرياضة ووجدة أنجاد، إضافة إلى ستة ملاعب بجهة الجنوب. أما منطقة سوس، فاستفادت من ستة ملاعب، وهي الانبعاث بأكادير وأكادير سيدي بلخير وتارودانت وتافراوت والدشيرة والجرف، على أن تستفيد جهة الغرب من 14 ملعبا، ويتعلق الأمر بسوق أربعاء الغرب وسيدي يحيي وتيفلت والمامون بالرباط والصخيرات والصويري بالقنيطرة وزحليكة ومشرع بلقصيري ومولاي بوسلهام والمعمورة بالخميسات وبوقنادل بسلا وسيدي سليمان ويعقوب المنصور بالرباط وعين عودة. وحددت لجنة البنيات التحتية سبعة ملاعب بالشمال، ويتعلق الأمر بتطوان أمسا وحيدرة بالفنيدق وواد لاو وتطوان تامودا وشفشاون ووزان وأصيلة، كما حددت أربعة ملاعب بمنطقة مكناس تافيلالت وهي تنغير وتينجداد وأرفود وتولال. وتستفيد الدارالبيضاء من تسعة ملاعب، وهي سيدي مومن والعالية بالمحمدية والصخور السوداء وسباتة بامحمد ونجم الشباب وسيدي عثمان وملحق المركب الرياضي ومحمد الخامس بالمعاريف والحبيب الزمراني والعربي بنمبارك، فيما تستفيد عبدة دكالة من ستة ملاعب، وهي أزمور والشماعية وأحمد لشهب بالجديدة وجمعية سحيم وبوكدرة ودار سيدي عيسى، إضافة إلى ستة ملاعب بتادلة، ويتعلق الأمر بالكارة 3 مارس والدروة وسوق السبت وأزيلال وملعب الشباب والرياضة وأفورار.