المغرب رهان تنظيم الدورة العاشرة لبطولة كأس العالم للأندية في كرة القدم (11 -21 دجنبر 2013 بالملعبين الكبيرين لأكادير ومراكش)، على جميع الأصعدة ويراهن على تنظيم أكثر نجاحا للدورة الحادية عشر (10-20 دجنبر 2014). وبالفعل يمكن اعتبار أن المغرب كسب رهان نسخة 2013 من كأس العالم للأندية وهو مؤهل لإنجاح دورة 2014، وذلك بشهادة السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي قال في الندوة الختامية للبطولة، إن الدورة عرفت "نجاحا مبهرا ". كما أن هذا النجاح تعزز بكون المغرب بات أول بلد إفريقي تقام على أرضه هذه البطولة، التي تم خلالها اعتماد تقنية خط المرمى والرذاذ المتلاشي لأول مرة أيضا في القارة السمراء. وساهمت الدورة في تقديم صورة مشرفة عن المملكة المغربية وعن شعبها الكريم والمضياف وعما تزخر به من إمكانات وطاقات بشرية وتقنية جد محترمة وبنيات تحتية من المستوى الرفيع ومواقع سياحية وجغرافية جذابة ستترك دون أدنى شك استحسانا وانطباعا جيدين لدى جماهير الأندية الأجنبية المشاركة التي جاءت بكثافة وكذا لدى جميع الملاحظين الدوليين. ومن بين أهم وأكبر أسباب النجاح الباهر، الذي سجلته الدورة العاشرة، الإنجاز التاريخي الذي سجله نادي الرجاء البيضاوي (بطل المغرب) بمداد من الفخر والاعتزاز في سجلات ليس كرة القدم الوطنية فحسب وإنما العالمية أيضا، ببلوغ في ثاني مشاركة له بعد الأولى سنة 2000 بالبرازيل، المباراة النهائية لكأس العام للأندية على حساب أبطال ثلاث قارات هي أوقيانوسيا (أوكلاند سيتي النيوزيلندي) والكونكاكاف لأمريكا الشمالية والوسطى والكارايبي (إف سي مونتيري المكسيكي) وأمريكا الجنوبية (أتليتيكو مينيرو البرازيلي). ودفعت هذه النتائج الإيجابية والرائعة، والتي كان من ورائها شباب مغربي كله طموح وعزم وإصرار على رفع العلم الوطني عاليا وخفاقا في أكبر الملتقيات وإيصال صورة ناصعة البياض إلى العالم أجمع عن بلد وشعب واع ومتحضر يشق طريقه بثبات نحو الرقي تحت القيادة الرصينة والحكيمة للملك الهمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالملايين من المغاربة للخروج عن بكرة أبيهم إلى الشوارع احتفاء بهذا الإنجاز وتعبيرا عن حبهم وانتمائهم لهذا الوطن العزيز. كما كان للتنظيم العالي الجودة إن على مستوى حسن الضيافة أو استقبال الأندية المشاركة وجماهيرها أو التغطية الإعلامية الواسعة، التي واكبت منافساتها، والإقبال الكبير للجمهور المغربي على مبارياتها ، دوره البالغ الأهمية في إخراج هذه التظاهرة في أحسن حلة حيث بلغت نسبة الملء في ملعبي أكادير ومراكش 78 بالمائة في مباراة السد، و85 بالمائة في مباراتي دور ربع النهاية، و71 و92 بالمائة في مباراتي نصف النهاية و86 بالمائة في مباراتي الترتيب والنهاية. وأعطى الحضور الجماهيري الكبير بصخبه وتشجيعاته، إن داخل الملعبين أو في شوارع وأزقة المدينتين المستضيفتين، نكهة خاصة لهذا الحدث الكروي الهام، الذي يعتبر الثاني من حيث الأهمية بعد كأس العالم للمنتخبات، وساهم بشكل وافر في إنجاح الدورة وكرس في ذات الوقت عشق وولع الشعب المغربي بكرة القدم واحترامه لقيمها وفي مقدمتها "الروح الرياضية". وكان رئيس الاتحاد الدولي قد نوه بالعمل، الذي قامت به اللجنة المنظمة المحلية، خاصة على مستوى حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي تشتهر بها المملكة، مؤكدا أن المغرب كسب الرهان ومعه احترام العالم. ومن جانبه، أشاد الجزائري محمد روراوة، رئيس لجنة التنظيم التابعة للاتحاد الدولي، ب"التنظيم الجيد والناجح"، الذي ميز هذه الدورة، وذلك بفضل الإقبال المكثف للجماهير، التي غصت بها جنبات الملعبين الكبيرين، والتغطية الإعلامية الواسعة التي عملت على مواكبة هذه التظاهرة الرياضية الكبرى (بث لقطات من الدورة ل185 بلدا)، مشيرا إلى أن البطولة تميزت بعروض كروية من المستوى الرفيع وبنسبة عالية من الأهداف بمعدل ثلاثة في كرة مباراة.