يطرح هذا السؤال نفسه بقوة لدى جميع المواطنين المغاربة المهتمين والمتتبعين للشأن الرياضي، فكيف يعقل لدولة تقدم ملف ترشيحها لأول مرة لاحتضان تظاهرة عالمية من حجم المونديال أن تحظى بهذه الفرصة التاريخية والنادرة، في حين أن المغرب قدم ثلاث مرات ترشيحه دون أن يتمكن من تحقيق هذا الحلم، الذي كان بلدنا أول من فتح أعين العرب والأفارقة عليه. إنه من قبيل الفهم الموغل في الغباء أن نعلق فشلنا في الفوز باحتضان مونديال 2010 على الأسباب التي تحدث عنها المسؤولون عن الملف المغربي آنذاك، والمتعلقة بوجود تلاعبات في عملية التصويت، فقد كانت هناك ثغرات عديدة في الملف المغربي فوتت علينا فرصة دخول التاريخ، عكس قطر التي منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخميس حق استضافة نهائيات بطولة كأس العالم المقررة عام 2022 بعد فوز ملفها بأعلى عدد من الأصوات خلال عملية التصويت. وتنافس الملف القطري على حق استضافة البطولة مع أربعة ملفات أخرى مقدمة من الولاياتالمتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وبالعودة إلى الملف المغربي لاحتضان مونديال 2010 يمكن الوقوف على مجموعة من الأخطاء منها بالأساس أن الدبلوماسية الرياضية المغربية لم تتحرك بطريقة ذكية، وتعاملت بحسن نية وسذاجة، علما أن مثل هذه الأمور لابد فيها من الدهاء في التعامل مع المصوتين، وهي النقطة التي ركز عليها القطريون الذين تعاقدوا مع شخصيات عالمية منحت ملفهم إشعاعا كبيرا كزيدان وغوارديولا.... أضف إلى ذلك أن القيمين على الملف القطري ركزوا كل اهتمامهم على تغطية نقط الضعف في ملفهم، عكسنا نحن في 2010، حيث ركزنا على إظهار نقط القوة في ملفنا وتناسينا نقاط ضغنا فخسرنا السباق. وجرى التصويت الخميس بين 22 عضوا باللجنة التنفيذية، وأسفرت الجولة الأولى من التصويت عن خروج الملف الأسترالي الذي كان أحد أبرز المرشحين لاستضافة البطولة. وتبعه الملف الكوري الجنوبي في الجولة الثانية من التصويت ثم الملف الياباني من الجولة الثالثة للتصويت ليحتدم الصراع بين قطر والولاياتالمتحدة على حق الاستضافة بوصولهما للجولة الرابعة الأخيرة. و نجح مسؤولو الملف القطري في إقناع الفيفا بالتخلص من مخاوفهم بشأن ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة خلال الفترة المقررة لاستضافة البطولة في يونيو ويوليوز المقبلين وذلك من خلال تقديم ملاعب مكيفة. وتعهد الملف القطري بتوفير ظروف وأجواء مثالية لكل من اللاعبين والمشجعين حسبما أكد حسن الزوادي المدير التنفيذي للجنة الملف القطري قائلا "جميع ملاعبنا وملاعب التدريب ومناطق المشجعين ستكون درجة الحرارة فيها 27 درجة وستستخدم جميعها الطاقة الشمسية بنسبة مائة بالمائة". وأوضح أن تطبيق هذه التقنيات سيمتد إلى خارج الملاعب أيضا، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة لن يكون مشكلة على الإطلاق مهما كانت حالة الطقس. وأوضح أيضا أن قطر ستجعل من هذه التقنية تراثا عالميا. ورصدت الحكومة القطرية أربعة مليارات دولار لبناء الملاعب اللازمة لاستضافة فعاليات البطولة.