حتى قبل أن يلعب مباراته الأولى الإعدادية كمدرب رسمي للفريق الوطني المغربي أمام إيرلندا في العاصمة بلفاست كان المسيو إيريك غيريتس قد أطلق العنان للسانه في خرجات إعلامية ليتحدث عن أحلامه وآماله رفقة أسود الأطلس، التي سيشرف على إدارتها التقنية حتى سنة 2014 موعد مونديال البرازيل..المسيو غيريتس قال في إحدى تصريحاته النارية على أنه يتمنى أن يصل مع النخبة الوطنية إلى نصف نهاية كأس العالم القادمة..شيء رائع أن يحلم الإنسان، لكن الحلم هو الآخر يجب أن يكون في إطار معقول ومنطقي وواقعي..وبما أن المسيو غيريتس يؤمن بالواقعية في طريقة لعبه وخططه كان عليه أن يكون كذلك في تصريحاته..فالوصول إلى المربع الذهبي ليس شيئا مستحيلا وإنما صعب المنال بالنسبة لفريقنا الوطني الذي لم يتعاف بعد من كل المطبات التي تورط فيها..إذ أنه يحتاج إلى وقت طويل ليسترجع مستواه ثم تأتي بعدها أشياء أخرى..وهذا ليس انتقاصا من قيمة الفريق الوطني المغربي الذي نتمنى نحن المغاربة أن يفوز بكأس العالم ولكن الواقع شيء والحلم شيء آخر. ما يتمناه المغاربة من المسيو غيريتس هو أن يهدينا فريقا وطنيا قويا قادرا على كسب رهان التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم الغابون وغينيا الإستوائية 2012، ثم ليبيا 2013، ثم مونديال بلاد الصامبا 2014..وحتى إذا كان غيريتس يريد أن يقدم لنا هدية من الحجم الكبير فليهدي فريقنا الوطني الفوز بكأس إفريقيا للأمم حتى لا تبقى الكأس الوحيدة واليتيمة التي فزنا بها عام 1976 في إثيوبيا إلى جانب ذهابنا إلى أبعد المحطات في المونديال القادم..على غيريتس أن يعلم مسبقا وجيدا على أن المغاربة لا يؤمنون بأحلام اليقظة التي لا تفيد معهم بشيء..وما عليه سوى أن يعمل سواء في صمت أو بهرجة لأن العمل والاجتهاد والكد هم من يوصلون إلى أبعد الحدود وليس التصريحات الصحفية التي ليست هي من تؤتي أكلها على الرغم من الطاقات البشرية التي نتوفر عليها وأيضا عزيمة الرجال التي تهد كل الجبال..نتمنى صادقين أن يفهم المسيو غيريتس الرسالة الواضحة وليست المشفرة التي يصعب فك رموزها خصوصا وأن جماهيرنا الرياضية تؤمن بالواقعية في كل شيء.