خص الحارس الدولي التونسي السابق عتوكة - الذي حمل القميص المنتخب التونسي في عقدي الستينات والسبعينات المعروف لدى الجمهور المغربي لتلك الفترة - جريدة النخبة بحوار شيق، والتي التقته بالمركب الرياضي محمد الخامس، قبل وبعد بداية لقاء فريقه الأم النادي الإفريقي التونسي مع فريق الوداد الرياضي، الحارس عتوكة لعب ضد جيل المنتخب المغربي مكسيكو 1970، وضد جيل المنتخب المغربي بطل أمم إفريقيا 1976، كان جد مسرور بزيارته الثانية مع فريقه الأم والتقى ببادو الزاكي، بعدما زار المغرب حين لعب فريق النادي الإفريقي أول نهائي لكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة أمام الجيش الملكي كما التقى بالحارس الدولي علال. الحارس عتوكة أهلا وسهلا بكم في بلدكم الثاني المغرب، ما هي ارتساماتكم وأنتم تزورون المغرب ؟ أنا جد مسرور بزيارتي للمغرب الشقيق و بالأخص لمدينة الدارالبيضاء وبالضبط مركب محمد الخامس الذي كان يسمى قديما بالملعب الشرفي، ففي هذا الملعب لي ذكريات تاريخية حين كنا نواجه المنتخب المغربي الشقيق خلال فترتي الستينات و السبعينات، كنا نخوض لقاءات جميلة تطبعها الحدة والتنافسية وتطغى عليها الروح الرياضية الجملية لما كان ومازال يجمع المنتخبين المغربي والتونسي من روابط الدين و الأخوة، وأنت تجدني في غاية الفرح والسرور بتواجدي الدارالبيضاء التي بهرتني بعمرانها وجمال شوارعها وبجمهورها الرياضي. ●■ ما هي قراءتكم للمقابلة التي فاز بها فريق النادي الإفريقي بحصة 3/0 ؟ المباراة عرفت سيطرة مطلقة لفريق النادي الإفريقي طيلة 90 دقيقة، وكان بإمكان الفريق التونسي تسجيل أهداف أخرى لولا براعة الحارس الدولي المغربي نادر لمياغري، الذي كان بارعا في تونس وفي المغربي، المدرب مراد المحجوب قرأ جيدا فريق الوداد الرياضي بعد مباراة الذهاب، وكما قلت لك قبل بداية المباراة أن الفوز سيكون من نصيب فريق النادي الإفريقي، نظرا لخبرته في مثل هذه المنافسات، و تجربة لاعبيه إفريقيا، بالإضافة إلى أن الفريق التونسي في خط تصاعدي، وكان بإمكانه حسم نتيجة اللقاء بتونس، لكن ضيع العديد من فرصة التهديف بالملعب الأولمبي بالمنزه، والعارف التقني لكرة القدم سيمنح الفوز للفريق التونسي، لأن فريق الوداد الرياضي لم يكن في المستوى التقني المعهود عليه في لقائي الذهاب والإياب، لقد سهّل لاعبو الوداد الرياضي المأمورية على لاعبي النادي الإفريقي، لأن الفريق التونسي كان أكثر انضباطا تكتيكيا في اللقاء، وكان لاعبوه السباقون للكرة، ولم يجدوا أمامهم أي صعوبة في بلوغ مرمى الحارس نادر لمياغري، والذي لولا يقظته لكانت الحصة أكبر، فلست أدري لماذا تراجع المستوى التقني لفريق الوداد الرياضي الذي سبق أن عاينته مباشرة ؟؟؟ ●■ من وجهة نظركم كمتتبع لكرة القدم المغاربية، كيف تقيمون مستواها الحالي مغاربيا ثم إفريقيا ؟؟ الكرة المغاربية كالميزان فمرة في تصاعد ومرة في تنازل، وأعتقد أن يلزم فعل الشيء الكثير في الأندية المغاربية لمواكبة التطورات والمستجدات في ميدان كرة القدم لا من حيث البنيات التحتية و لا من حيث التمويل و لا من حيث تكوين الأطر التقنية، فأهم ما يمكن تسجيل هو عودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب المغاربية، والتي أصبحت بدورها تقدم الفرجة باستعمال وسائل تشجيعية حديثة، فالأندية المغاربية مطالبة بالعمل سويا لاسترجاع مكانتها إفريقيا على مستوى الأندية البطلة أو الفائزة بالكأس، وأرى أن الأندية المغاربية تتوفر على العديد من المواهب التي يجب أن نعرف كيف نستثمرها لتنشئة و إعداد وتكوين لاعبي الغد ، ولا بد من الاستعانة بخبرة وتجربة اللاعبين الدوليين القدماء داخل أنديتهم لإعطاء قيمة مضافة لكرة القدم الوطنية أولا والمغاربية ثانيا . ●■ بالأمس لم تكن الكرة المغاربية تعتمد على اللاعبين المحترفين..واليوم سار العكس كيف تفسرون ذلك ؟ المنتخب المغربي مكسيكو 1970 أو 1986، والمنتخب التونسي الأرجنتين 1978، والمنتخب الجزائري 1982 بإسبانيا، وهذه المنتخبات شرفت بشكل جيد الكرة الإفريقية و العربية معا في هذه التظاهرات الثلاثة، واليوم سار يعتمد على اللاعب المحترف بالخارج والذي هو من أصل مغاربي أكثر مما يعتمد على اللاعب الذي يمارس بالبطولات المغاربية، وهذا خطأ كبير يرتكب، لذا يجب الاهتمام باللاعب المحلي وتوفير له كل الإمكانات المادية و الاجتماعية، وسترون أن اللاعب المحلي سيكون مع الموعد، وهذا لا يعني الاستغناء عن اللاعب المحترف الذي يزاول خارج أرض الوطن، بل مع من سيعطي قيمة مضافة للمنتخبات المغاربية. ●■ هل تعتقدون أن احتراف كرة القدم المغاربية كفيل بعودتها بقوة على الساحتين الإفريقية والعالمية ؟ لا شك في ذلك، ولكن يجب تأهيل و إعادة هيكلة الأندية المغاربية، أي توفير البنيات التحتية، وجود مراكز تكوين اللاعبين، إعادة تكوين الأطر التقنية الوطنية، وإعطائها الأسبقية في ميدان التدريب، أي بمعنى شامل أن نوفر لها جميع الإمكانات المادية و الاجتماعية للعمل، وستجدون الكرة القدم المغاربية في مستوى تطلعات وطموح جماهير المغرب العربي الكبير.