إنهض يا عبد السلام الحضري المعروف بزناية أحد أبرز نجوم الأمس بالجيش·· أنت مكرم بفاس· إنهض يا علال بنقصو·· فحراسة الماضي تستحق هدية صينية تساوي تنقلا من الرباط إلى فاس بنفقة مضاعفة لقيمة الهدية· وعندما يكرم زناية وعلال كجوهرتين لامعتين في تاريخ الجيش بفاس على هامش نهائي كأس شمال إفريقيا، بتنقل خاص دون عناية خاصة من اتحاد شمال إفريقيا صاحب الحدث الذي اختار نجمين لكل فريق من الجيل الذهبي، زناية وعلال من الجيش، وعلي رتيمة والحارس عتوكة، تكون لحظة التكريم غصة مجانبة للصواب المعمول فيه بلغة الحفاوة، إذ لا يعقل أن يتوجه الرجلان من الرباط إلى فاس على نفقتهما من دون احتفاء وتكريم كامل باللياقة المعمول بها في طقوس الإحتفال الخاص، إذ رغم أن إتحاد شمال إفريقيا بادر لتكريم النجوم بالدروع والصينيات الرخيصة ، كان عليه أن يقدم رعاية خاصة للمكرمين بتنسيق مع إدارة الجيش، ويقدم للمكرمين ظروف راحة معنوية ومالية للحدث تجاوبا مع بنك الأفكار الذي يقوم به الإتحاد لرفع قيمة الحدث ماليا عندما قدم للفريق الفائز 150 مليون سنتيم، وللجيش 50 مليون سنتيم، لا أن يتجاهل المكرمين، ولا أن يسأل هل وصلوا؟ وكيف وصلوا؟ وماذا أنفقوا في أكلهم وتنقلهم برغم اليد البسيطة من الرباط إلى فاس دون معرفة كيف أتى عتوكة وعلي رتيمة إلى المغرب، هل على نفقة الجامعة التونسية، أم على نفقة النادي الإفريقي الذي لعبا إلى جواره؟ أم على نفقة إتحاد شمال إفريقيا؟ ونفس السؤال سيقلب ما إذا كان النهائي سيجرى بتونس، هل سيرحل زناية وعلال على نفقتهما؟ أم على نفقة الجيش؟ أم على نفقة الإتحاد؟ إن القصد من هذا الكلام·· هو الرفع من قيمة نبلاء الجيش الذين صنعوا مجد الفريق والمنتخب الوطني المغربي·· والتكريم الحقيقي لهذين النجمين في نظري هو تكريم دولي بمثل ما قدم لأفضل النجوم المكرمين في لقاءات دولية اعترافا لخدماتهم أولا، وتنفيسا على معنوياتهم المالية بريع مداخيل المباراة في أكبر تجلياتها الإنسانية لرجالات أفنوا أنفسهم خدمة للكرة المغربية، وليس تكريما بذروع بارزة في صور تذكارية·· طبعا لم أكن لأستفسر عن هذا الحدث إلا من جانب الفضول الإعلامي الذي يمنحنا وصاية الإهتمام بالكل في أقل اعتراف نرصده في كل المواقف المعهودة لدينا·· وزناية وعلال وغيرهما من نجوم المغرب العتيدة بحاجة إلى اعتراف تاريخي وإنساني ومالي يجسد لديهم صورة الإهتمام لا صورة النسيان، وكيف يعيش اليوم كل النجوم الفقيرة منها والمتوسطة ظروف الحياة القاسية لما بعد الخمسين والستين والسبعين سنة، كل وهمه الإجتماعي والأسري والمرضي·· ولا تسألوني عن الحالات الغريبة والأوضاع الإجتماعية المأساوية التي يعيشها النجوم القدامى بشتى همومهم دون أن يتنفسوا بكلمة ألم وصدقة ومساعدة، لأن نفسهم في أنفهم كما يقال·· وعيب علينا جميعا من أندية وجامعة أن نلغي صناع المجد حتى بالسلام والتحية والسؤال عنهم جميعا كيف يعيشون؟ وهل هم أحياء أم أموات؟ وهل لرؤساء الأندية روح إسمها العناية بالقدماء، بالإهتمام والإقتراح والتزكية المالية أو التكريم الخاص الذي يليق بهم جميعا، كاعتراف يضع الرؤساء في مصاف الذين يتذكرون نجومهم بالخير النبيل لا بالصدقة والشفقة·