لم يقو فريق أولمبيك خريبكة للريكبي، الذي يعد واحدا من أعرق الأندية الوطنية على مقاومة طاحونة بطولة الموسم الماضي وبصم على عطاء غير مشرف بالمرة، وهو الذي كان خلال السنوات الخوالي فريقا مهاب الجانب، وموطن كبار اللاعبين الذين منهم من أعطوا الكثير للنخبة المغربية قبل أن يخفت اليوم صوته، شأنه في ذلك شأن مجموعة من فروع هذا النادي، وللوقوف على الأسباب الحقيقية لهذه الوضعية الغير المرضية، ولمعرفة الجهود المبذولة والبرامج الموضوعة من طرف ساسته لإخراجه من النفق المظلم وإصلاح ما يمكن إصلاحه حتى يعود للأولمبيك ولو القليل من بريقها المفقود..التقت جريدة النخبة الرجل الأول داخل النادي، ويتعلق الأمر برئيسه السيد بوشعيب طيب، الذي تحمل المهمة قبل سنة تقريبا من الآن وخصنا بهذا الحوار.. ماهي الأسباب والدوافع التي كانت وراء تحملكم مسؤولية الفريق ؟ - المسؤولية طرحت علي وتحملتها بإرادة واقتناع، وكما وضع في الجمع العام الثقة في فيجب أن أكون في المستوى..وهناك مشاكل وقفت عليها عن قرب، فكما أنا إبن الميدان وأعمل في الإنتاج بالمجمع الشريف للفوسفاط فأنا مطالب كذلك بالإنتاج والعطاء داخل فريق الريكبي والوقوف عن قرب على كل الأمور والمستجدات، والنهوض بالفريق، ودفعه إلى الأمام بمساعدة كل الفعاليات وبقية أعضاء المكتب. مسيرة الفريق الموسم الأخير لم تكن في مستوى التطلعات..ماهي الأسباب؟ - هذا يعود لمجموعة من الأسباب والعوامل، نذكر منها على الخصوص أن لاعبي الفريق هم تلاميذ وطلبة وعمال، وهذا يحول دون التزامهم بكل الحصص التدريبية، وهو ما أثر على لياقتهم البدنية، عاينت جل المباريات الفريق، ولاحظت أنه اللاعبين يقدمون جولة أولى في المستوى لكن خلال الشوط الثاني نشاهد فريقا آخر بدون لياقة، كما سنعمل خلال هذا الموسم جاهدين على إيجاد مخرج لمشكل الغيابات عن الحصص التدريبية، وهذا خلاف فريق الشبان الذي قدم عطاء جيدا وله لياقة بدنية جيدة يوظفها طيلة المباراة، ونتائجهم كانت جد حسنة حيث سجلوا انتصارات بحصص كبيرة، ويضم أسماء جيدة هي مستقبل الفريق الأول. المدرب هو الآخر ظل يعاني من مشاكله بالإضافة إلى عمله داخل المجمع، فهو يتحمل مسؤولية الفريق وغيرها من المشاكل الكثيرة التي لا داعي لذكرها، المهم الآن هو العمل للتغلب على كل الإكراهات. وهذا لا يعني بالمرة أننا سيئين للغاية فاللاعبين قدموا بعض المباريات الجيدة. يلاحظ أن الفريق يفتقر للبنيات التحتية..فالملعب غير صالح إذ لا يتوفر على مجموعة من الضروريات كغياب مستودع للملابس وانعدام الإنارة وغيرها..ما ردك ؟؟ - أوضح لكم أن هذا الملعب ستتم إزالته لكونه في موضع مشروع المنجم الأخضر، ولا يمكننا إصلاح هذا الملعب لأنه سيكون من باب العبث، كذلك فالمكان الذي يوجد فيه ينعدم فيه الأمن فكم من مرة تمت سرقة الأسلاك الكهربائية وغيرها من المشاكل، وحاليا يتم التفكير في إعداد ملعب للريكبي، وتلقيت وعودا من القطاع الوصي..ومع ذلك نفكر في توفير الإنارة ولو مرحليا لبرمجة تداريب ليلية للتغلب على مشكل اللاعبين الذين يتحملون كذلك جزءً من مسؤولية النتائج. أقدم المكتب المديري على تعديل وتحيين القوانين المسيرة للنادي والذي تمت المصادقة عليه خلال الجمع العام الإستثنائي الأخير..كيف ترون هذه الخطوة ؟ وماهو تعليقكم عليها؟ - هذه بادرة طيبة كان لابد منها لتصبح القوانين مسايرة للوقت الراهن، هناك بعض النقاط التي أثارت الجدل ولقيت نوعا من التحفظ ويجب إعادة النظر فيها، أبرزها ما يتعلق بالصلاحية الواسعة للمدير في حل مكتب أي من الفروع إذا لم تكن نتائجه في المستوى..ولا يهمني في كلتا الحالات سوى هذه الرياضة والشباب الذي يمارسها، فسعادتنا تكون كبيرة عندما يكون الفوز حليفنا في أي من المباريات. ماذا عن العمل القاعدي داخل الفريق..وماهي مخططاتكم للرفع من عدد الممارسين؟ - يعتبر العمل القاعدي والعناية به سبب تألق أي نوع رياضي كيفما كان، والرقم الأكبر من الممارسين الذين نتوفر عليهم هم من الصغار والفتيان والشبان، وهذا شيء مهم جدا، والأهم أنهم يتوفرون على تقنيات كبيرة تؤكد أنهم مستقبل الفريق الأول، ونبذل مجهودات كبيرة في هذا الباب وأول بوادر النجاح تكمن في أن فريقنا أمد المنتخبات الوطنية بعدد من اللاعبين. لكن الإشكالية المطروحة أن رياضة الريكبي لا تمارس بالمؤسسات التعليمية لأنها تفتقر إلى بنيات تحتية، كما نفكر حاليا في الانفتاح على المؤسسات الجامعية الشيء الكثير سيعمل في هذا الجانب بحيث سننفتح على المناطق المجاورة للإقليم وخاصة حطان بوجنيبة وادي زم بولنوار، وسنجالس قريبا بعض أساتذة الرياضة بهذه الجهات لنناقش معهم الطريقة التي تخول لنا ضم بعض التلاميذ للنادي. يخصص المجمع الشريف للفوسفاط منحة سنوية جد مهمة للنادي ككل..فهل نصيب فرع الريكبي من هذا الدعم كاف وقادر على تحقيق مطامحكم ؟ لا يمكن أن نعلق على قيمة المبلغ الذي توصل به الفرع الموسم المنتهي لشيء واحد كون أن المكتب المسير السابق طلب منه تحديد رقم المنحة التي يحتاجها لسد حاجيته، لكنه لم يرد عن الأمر ولم يطالب برفعها، بمعنى أنه كان راضيا على ما يتوصل به، ما يمكن أن أقوله أن الدعم المالي الحالي غير كاف لتحقيق كل الطموحات، ونتمنى أن يتم على الأقل رفعه، نحن الآن نحتاج الكثير من الأشياء، وما نقوم به حاليا هو إعداد دراسة شاملة ومتكاملة تكلف بها السيد شكران، وعلى ضوئها سنحدد رقم الدعم السنوي الذي سنحتاجه وسنضعها بين أيدي المكتب المديري، نحن لا نطالب بالكثير، بل ما يهمنا هو التوفر على كل الحاجيات، فكما تعرفون المتطلبات كثيرة من تنقلات واستعدادات ومنح اللاعبين الذين هم شباب وفي حاجة إلى التحفيز، وهذه النقطة الأخيرة أركز عليها كثيرا وأطلب دائما من المكتب المسير منحهم مبالغ مالية عند تحقيق النتائج الإيجابية بما فيهم فريق الشبان، وهذا لا يعني أن الجانب المادي هو كل مطمحهم فهم يستفيدون من الناحية النفسية و الاجتماعية من خلال مزاولتهم لهذه الرياضة داخل الأولمبيك، هذا لا يعني أن الأمور سيئة فقد عملنا هذا الموسم على تزويد اللاعبين بالبذل والأحذية الرياضية وسداد بعض الديون، وخلال الموسم القادم سنكون قد أدينا جميع ما في ذمتنا، الأمور تسير في الاتجاه الصحيح والمسؤولون لا يبخلون علينا بأي شيء، وكل المطالب تجد الموافقة. ما يعاب على نادي أولمبيك خريبكة ككل أنه لا يولي تكريم قدماء الممارسين أي أهمية..أنتم داخل فريق الريكبي ألا تفكرون في هذا الجانب؟ بالفعل هذه نقطة مهمة، ولا أخفيكم أنها تشغل بالي وأفكر فيها، وكم نتمنى أن نجمع كل هؤلاء القدماء على الأقل في حفل عشاء رمزي ونعمل على تكريمهم، ونخبركم أننا نستفيد من خبرة وتجربة بعض القدماء الحاج عبدوني والسيد شكران، وبداية من الموسم القادم سنستعين بالسيد زروال كمدرب للفريق و"خلافة" المدرب الحالي الذي يبذل مجهودات جد كبيرة للتوفيق بين مهمة التدريب وانشغالاته المهنية...التكريم يجب أن يكون في كل الأنواع الرياضية : كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، وغيرها من الأنواع الرياضية التي كان يضرب بها المثل بكل المغرب، وما دمنا نتحدث عن القدماء فلابد من استحضار اسم الدكتور البرد الذي قدم للفريق الشيء الكثير، وكان له الفضل في إعادة إحياء الفرع، مرة ثانية من هذا المنبر نشكره كثيرا وننوه به، وما التكريم إلا جزء من الأشياء الكثير التي سنهتم بها، فقط نتمنى أن نجد الدعم والمساندة من طرف الجميع خاصة في هذه المرحلة التي تضاعف فيها العمل من طرف الجميع داخل النادي ككل لإعادة زمن التوهج.