تلقى الشارع الرياضي المغربي خبر اقالة المدرب الوطني ايريك غرتيس بفرح هستيري ، من تابع ردة فعل الجمهور المغربي سيخيل اليه ان ايريك غرتيس كان الحجرة العثرة التي تقف في وجه تألق كرتنا الوطنية لتصل للعالمية وتسيطر على الجوائز القارية ، لا ادري تحديدا الاسباب التي جعلت الجمهور يفرح هذا الفرح الهستيري وماهي اسباب مقته للمدرب البلجيكي لتلك الدرجة ؟ هل بسبب فشل تكتيكي فني ابداه المدرب في قيادة النخبة الوطنية ، وهو عذر اكبر الفارحين بتلك الاقالة ؟ او بسبب عقد المدرب السمين مما جعل اغلب المواطنين يشعرون بنوع من الغيرة والحسد لان الاوضاع الاقتصادية غير مطمئنة في البلاد العزيزة هذا الموسم الذي توحي ملامحه انه موسم جاف ، هذا الجفاف الذي ضرب الاقتصاد وهدده بعجز لا مفر منه حتى اتى دافييد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا وخبرائه الاقتصاديين فالجفاف اثر بشكل كبير في موسنا الحالي ، هذا الجفاف كان سخيا معنا لاقصى درجة واكرمنا بكرمه المعطاء وعوض ان يوثر على القطاع الاقتصادي والفلاحي اخد معه كهدية كل القطاعات الاخرى واصبح العجز والفشل يضرب في جميع القطاعات المغربية سواء منها الرياضيية او الاجتماعية او الاقتصادية . كل شيء في وطني لا يبشر بالخير احتلينا المرتبة الاخيرة على مستوى العالم تعلميا ، وعوض ان ثثور الجماهير ضد المنظومة التعليمة الهشة التي تعتمدها وزارة التربية الوطنية والنظام المغربي لم نشاهد اي ردة فعل قوية كردة فعل خسارة المبارة امام الموزمبيق ، خد لك نفس عميق واجلس بهدوء وانزع عنك غشاء العام زين وانظر بحكمة واخبرنا اي شيء يبشر بالخير في هذا الوطن ؟ حوادث في كل الاتجاهات والارواح التي تحصدها كاننا في حرب اهلية ، هشاشة في البنى التحتية ، فقر يهدد نسبة مهمة جدا من مواطني هذا البلد الرائع بطبيعته وموقعه الجغرافي السيء بمن يديره ويسيره ، الشعب بكثرة الضربات والاوجاع اصبح مخدر وفقد الاحساس او انه يطبق سياسة عين ميكة ،ولم يعد مهتم بالمشاكل التي اتقلت كاهله ولم يعد يهمنا سوى كرة القدم التي تعتبر المنفد الوحيد الذي يشعرنا ببعض الراحة النفسية لهذا عندما شعر البعض ان هذا القطاع ايضا يتجه للحضيض ثار الجمهور الرياضي ،اغضبتنا خسارة المبارة في ربع ساعة ومن اجل الطمأنينة على مستقبل كرتنا طالبنا بسرعة البرق برأس ايريك غرتيس ، من هنا سنعرف ان اغلب المشجعين الرياضيين يحكمون على الامور بسطحية تامة ولا ينظرون الى المشاكل بعمقها حتى يضعون التحليل المناسب لاجتتاث الورم وايجاد الحلول الشاملة وليست الحلول الترقعية المؤقتة ، انا لست مع بقاء المدرب ايريك غريتيس او رحيله ولكن يا حبذا لو كانت اشكاليتنا تتجلى فقط في مشكلة مدرب عاجز عن تكوين فريق جماعي يمثل المنتخب الوطني افضل تمثيل ،ولكن اشكاليتنا اعمق بشكل اكبر وتحتاج الى ثورة شاملة تطيح بالرؤوس الفاسدة التي عششت في المؤسسات المغربية ، عندما نضع الرجل الغير المناسب في المكان المناسب لاهل التخصص فلن نتوقع النجاح ابدا وحتى لو اتى سيكون صدفة ولن يتكرر مرة اخرى لانه غير مبني على اسس ومناهج نابغة من خبرة اهل التخصص . بعد الاداء الهش للنخبة الوطنية والنتائج السلبية التي جعلت الجمهور الوطني يسخط على الوضع قررت الجامعه الملكية المغربية ان تقدم كبش فداء باسرع ما يمكن حتى تتمكن من السيطرة على الوضع الحالي وتدر الرماد في عيون المتتبعين للشأن الرياضي لاسيما كرة القدم اما باقي القطاعات الاخرى فلو اردنا الحديث عنها فلن يكفينا المجلدات ولكن القاسم المشترك بين الجميع هو سوء التسيير والارتجالية في اتخاد القرارات والعشوائية مما ينتج عنه مشاركات مخجلة في المحافل الدولية تشوه سمعة البلاد اكثر مما تنفعها ،جامعه الفاسي الفهري قررت وبعد اخد ورد وبعد تدخل قوى اكبر من قوة رئيس الجامعه ان تطلق المدرب ايريك غرتيس بالتراضي كما يقولون ولكن في الاعراف والتقاليد ان اي طلاق يكون بعدته ، الجامعه بمسؤوليها كونوا لجنة مشكلة من شخصيات لها اهتمام كروي من اجل ان تختار المدرب الانسب لقيادة الاسود في المرحلة المقبلة ، والقاسم المشترك بين الجميع ان الربان الجديد سيكون ابن الدار ولن يأكل خبز الدار البراني هذه المرة ،مهمة هته اللجنة غير يسيرة وليست بالسهلة لعدة اسباب منها ، عندما يتغير المدرب والادارة الفنية التي تقود المنتخب تتغير عدة معطيات والمدير الفني للمنتخب يكون هو المسؤول عن ايجاد الخلف المناسب للمدرب الراحل ، بعد تسريح اي مدرب يبقى السؤال الذي تطرحه الاتحادات الرياضيية بشكل مباشر ، هل سنحافظ على نفس الاسلوب والنهج التكتيكي السابق مع اضافة بعض التغييرات التي سياتي بها المدرب الجديد ؟؟ او سنغير الاستراتجية وتكتيكها والاسلوب راسا على عقب ؟ في المنتخب الوطني لا يوجد لا استراتجية ولا تكتيك ولا اسلوب معين يلعب به المنتخب الوطني لهذا دور المدرب يكون دائما كانه ثانوي، فالمنتخب الوطني تكتيكيا يجرب كل الخطط المتاحة والمناسبة لمجريات المباريات ويتحكم في تكتيك منتخبنا المنتخبات التي تكون خصم مباشر له ، العديد من الخطط العصرية والتقليدية منها يلعب بها المنتخب الوطني وجربها منها 4/2/3/1 جرب 4/4/2 لعبنا كثيرا ب 4/3/3 مع اطر وطنيين تم استعمال 4/3/2/1 وكل تلك الخطط افقدت المنتخب الوطني شخصيته فوق رقعه الملعب ولم تشفع لاي مدرب بالبقاء حتى يكمل عقده المتفق عليه مع الجامعه الملكية المغربية ، معروف ان المدرب الناجح هو من يطور اداء اللاعبين ويستخرج منهم افضل ما الديهم ،المدرب الناجح هو من يحول نقاط ضعف منتخبه الى قوة او على الاقل يعمل على اتلافها حتى لا يستفيد منها الخصوم ، المدرب القوي هو من يفرض الانضباط في المجموعه ، المدرب الناجح هو من يستدعي اللاعبين الانسب والاكثر استعداد بدنيا وتكتكيا للمباريات وليس اللاعبين الاكثر شهرة ولمعانا ، المدرب هو العقل المدبر لكل شيء واللاعبين اما يطبقون افكار المدرب بنجاح تام او يفشلون في تطبيق اوامره وخططه ونهجه فتكون النتيجة الخسارة وتقديم اداء سيء يوحي للاغلبية ان هذا المنتخب يلعب بدون راس تدرب اموره خارج الملعب وتحديدا في كرسي الاحتياط . عندما نحلل اداء المنتخب الوطني سنلاحظ انه لم يتغير شيء رغم تغير المدربين على اختلاف افكارهم ونهجهم التكتيكي ، لهذا اصبحت متاكد ان السبب الاكبر وراء الفشل يكمن في اللاعبين انفسهم الذين يلعبون المباريات ن سيقول بعضكم ان المدرب هو المسؤول عن تلك الاختيارات وله كامل الصلاحيات ان يستدعي من يراه الانسب لافكاره التكتكية ، نعم المدرب يختار افضل اللاعبين الموجودين في الساحة ولطن هولاء اللاعبين يقدمون افضل ما لديهم في الاندية وفي التربصات الاعدادية فقط اما عندما تاتي المباريات الرسمية فاغلب هولاء اللاعبين يظهر بوجه سيء واداء رديء ، اغلب المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني يحملون مسؤلية الخسارة في المباريات للاعبين المستهترين الذين لا يقدمون حتى 50/100 من ادائهم الذي يقدمونه مع الاندية ، اللاعبين متهاونون بشكل كبير في تطيق اوامر المدرب وبالكاد يتحرك بعضهم فوق رقعه الملعب والمباريات الاخيرة للمنتخب لخير دليل على هذا التهاون ، حيث لحظنا ان بعضهم بالكاد يرتقي للكرات الهوائية التي تكون غالبا من نصيب الخصم والبعض الاخر كانه في نزهة فوق رقعه الملعب ، المنتخب الوطني يحتاج الى وحوش الى رجال يبللون قميصهم ل 90 دقيقة يحتاج الى لاعبين عندما يسمعون النشيد الوطني يفكرون في الارواح التي استشهدت من اجل رفع هذه الراية عاليا ، يحتاج الى لاعبين حتى لو خسرو المبارة يخرجون وانت عنهم راضي لان الخصم كان افضل منهم ولكنهم لم يتهاونوا وقاموا بكل ما في جعبتهم ، يحتاج المنتخب الى لاعبين يقدسون الراية المغربية ولا يرضون لها ان تلطخ بالهزائم المتكررة . ولن نحصل على اولئك اللاعبين الا عندما تكون لدينا جامعه مسؤولة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، جامعه تضع اهل الاختصاص في الواجهة وتمنحهم جميع الصلاحيات ، جامعه تحترم اللاعبين ولا تتخلى عنهم عند الاصابات ، جامعه لا تتدخل في اختيارات المدرب ولا تضغط عليه بالشكل السلبي ،نجاح المنتخب الوطني مسؤولية الجميع من اعلى الهرم الى اسفله . اما رايي فيما يتعلق باختيار الناخب الوطني للمرحلة المقبلة فصراحة اراه لعبة من الاعيب الجامعه الملكية المغربية لكي تلقي بالاطار الوطني في الجحيم مجددا ، كيف ذالك ؟؟ معروف ان خصمنا في الاقصائيات المؤهلة لكاس العالم منتخبات صعبة وامكانيات الفوز عليها والتاهل لا نقول مستحيلة ولكنها واقعيا صعبة جدا وفرصة التاهل بالاداء الحالي والمرتبة الحالية لا تتعدى 40/100 ، نفس الشيء المبارة المقبلة امام الموزمبيق مطلوب منا ان نسجل تلاث اهداف نظيفة وبمجرد ما يفكر اللاعبين في التلاث اهداف سيكون الضغط النفسي عليهم رهيب جدا وان لم يحسنوا التعامل مع مجريات وضغط المبارة وفكر المدرب الجديد فالواقع يقول ان الاقصاء هو النتيجة المتوقعه وهو الاقرب للحدوث ، لهذا الجامعه بذكائها المفرط ارتأت ان تختار ناخب وطني حتى تتمكن من تحقيق العديد من المكتسبات منها اخراس الافواه الساخطة على المدرب الاجنبي وتحقيق المطلب الشعبي الاخير الذي بدا يطالب باطار وطني والاسماء حددها الجمهور اما الزاكي او الطاوسي ، حتما بعد فشل هولاء لا قدر الله سيحلهم الجمهور سبب الفشل مما سيبعد عن الجامعه ضغط حشر الجمهور انفه في اختيار المدرب للمرحلة المقبلة وستكون ايضا قد قتلت جميع الحظوظ والفرص المتاحة للاطر الوطنية لتولي زمام الامور مستقبلا ، لهذا في راي الحل الوحيد لكي نفشل كل تلك المخططات هي ان يكون في عقد المدرب الجديد عدم مسؤليته عن مصير المنتخب في الاقصائيات المؤهلة لكاس العالم وكاس افريقيا الحالية ، وتكون الاهداف بعيدة المدى لانه من غير المعقول ان يتحمل المدربين الوطنيين فشل من سبقهم بالخصوص تخبطات ايريك غريتس ومن عينه في مركزه .طبعا غيرة الناخب الوطني المقبل على راية الوطن ستدفعه للعمل بشكل اكبر وافضل ولن يتهاون حتى لو لم يكن في عقده اي التزامات واي شروط ،ولكن من الافضل من اجل منح حرية للناخب الوطني الجديد عدم اتقال كاهله بالضغط الممثل في التاهل لكاس العالم 2014 خصوصا، اما التاهل لكاس افريقيا المقبلة فهو شيء غير مستبعد ان عرفنا من اين تأكل كتف الموزمبيق وساعدنا الناخب الوطني الجديد على اجتياز المرحلة الصعبة بنجاح . بقلم اوعنا بلعيد