لاعبون مغاربة مع الأمريكان لقد أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنهج نهجا جديدا وتسلك مسلكا مغايرا في التعامل مع من يلعب معها، وعلمت عملاءها أن من يلعب لعبة ينبغي أن يرضى بقواعدها، وما دام اللعب مع الأمريكان يكلفهم الكثير ماديا وماليا ومعنويا فإنها لم تعد تستحيي من أن تكشف عورات اللاعبين معها، وقررت أخيرا أن تستغل حبال سطوحها لنشر غسيل كل من يتعامل معها سواء كان ديبلوماسيا أو ناشطا حقوقيا أو صحافيا أو متمردا على بلده، وقد كفاها ويكيليكس شر ذلك. لكن ما الذي ذكر بالأمريكان وسلالتهم؟ إنهم فتية من حركة 20 فبراير غلبوا شيوخها، والشيخوخة ليست هنا بمنطق السن ولكن بمعنى عجز الأفكار عن إنتاج المشروع المتفاعل مع الواقع ومع اللحظة التاريخية ومع المجتمع، ففتية حركة 20 فبراير بطنجة رفضوا اللقاء مع ديبلوماسي أمريكي، وهذه الصفة لمن يجهل الطريقة التي تشتغل بها أمريكا هي الغطاء المهذب لعمل أكبر تختبئ تحته المخابرات القوية في العالم. رفض الفتية اللقاء بالديبلوماسي الأمريكي بحجج كثيرة لكن أهمها استقلال قرارهم واختلاف أجندتهم عن أجندة الأمريكي. موقف يستحق التقدير حتى لو اختلفنا حتى النخاع مع هؤلاء وانتقدنا المسار الذي ساروه بعد خطاب التاسع من مارس وركوبهم موجة الرفض غير البناء، لكن الموقف يستحق المباركة. في المقابل لا يتورع شيوخ حركة 20 فبراير من الجلوس على موائد "الشيطان الأكبر" والولغ في أوانيه كما تلغ الكلاب في الطعام النيء، والفرق بين الطرفين هو أن شباب الفايسبوك منهم من يحلم بأمريكا ليل نهار ويتمنى العيش فيها، أما شيوخ الحركة فهم يلعنون أمريكا بالنهار ولا يتركوا الفرصة تمر دون أن يرفعوا شعار "يكفينا يكفينا من الحروب أمريكا أمريكا عدوة الشعوب"، طبعا هم اختاروا عدم الانتماء للشعب وبالتالي فإن أمريكا ليست عدوة لهم. ولا يكتفي شيوخ الحركة، وهم هنا بالضبط زعماء جماعة العدل والإحسان الحالمة بدولة أثوقراطية تمارس الديكتاتورية بإسم الدين والخلافة على منهاج النبوة، بمجالسة الأمريكان وأكل مأكولاتها ومشروباتها والبضائع التي يدعون في تظاهراتهم الشعب إلى مقاطعتها، بل إنهم اختاروا التخابر مع الأمريكان، وهذا ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس من خلال نشر برقيات للسفارة الأمريكية بالرباط حيث تحدثت عن مدير "دار" فتح الله أرسلان الذي حاول مرارا أن يؤلب الأمريكان ضد بلده المغرب. لكن هناك حقائق أخرى تتعلق بالتخابر مقابل الحصول على امتيازات ومنافع مادية، وهو ما يطرح السؤال عن سر تحول بعض الحفاة ودون كبير عناء إلى مالكي الڤيلات والسيارات الفاخرة، واسألوا المعاهد الخاصة عن مداخيلها من تدريس الإنجليزية فستجدون أتباع العدل والإحسان ليس حبا في الثقافة، وقد ثبت أنها جماعة لا تقرأ ما دام عبد السلام ياسين يقرأ نيابة عن الجميع ولكن لامتلاك وسيلة التواصل مع الأمريكان. براڤو شباب 20 فبراير ومنكم من لا يملك ثمن سيجارة ورفض الجلوس على مائدة الأمريكان وتبا لجماعة تلعن الشيطان ويؤمها في الصلاة