في رده على انتقاد الأمير مولاي هشام للدرس الرمضاني الأول حول البيعة تمكن الباحث سعيد شبار أستاذ الدراسات الإسلامية من تفكيك خطاب الأمير وتسفيه أحلامه علميا، موجها رسالة إلى مولاي هشام قائلا له ما أنت صانع إذا كان الدستور الجديد بخطواته الجريئة نال إجماع المغاربة وتنويها عربيا وعالميا. ومن جملة مؤاخذات شبار على مولاي هشام أن هذا الأخير لا يميز بين نظام البيعة والحكم الثيوقراطي كما عرفته أوروبا في القرون الوسطى، إذ الأول تعاقد بين المؤمنين على فعل الخيرات والثاني حكم باسم الله وهو ما لا يدعيه أحد، مشيرا إلى أن البيعة لحمة للنظام ومؤسسة لخصوصياته في انفتاحه على تيار السياسة العالمي وعلى منظومة حقوق الإنسان دون التفريط في مقوماته التاريخية. وشدد الباحث على أن قراءة مفهوم البيعة تحتاج إلى عدة أصولية وهي ما لا يمتلكه مولاي هشام خصوصا بعد أن تبين وقوعه في الخلط بين المفاهيم، واعتبر الباحث أن الارتباط بين شرف النسب والأصالة والعمق التاريخي وبين مسارات التنمية والتحديث تدخل ضمن فلسفة التكامل، وهي من خصوصيات البلد التي قل أن توجد في غيره والواجب دعمها وتمتينها تعزيزا لقيم الوحدة والتضامن والأمن والاستقرار. ونبه الباحث إلى البعد التعاقدي في البيعة، وأصلها الشرعي من جهة وعلى الطاعة فيها بالمعروف وعلى مجالها العملي المدني الاجتماعي المتعلق بالحقوق والحريات والدماء والأموال والأعراض. وقال الباحث إن التجربة المغربية في ثباتها ورسوخها وفي انفتاحها ومعاصرتها نموذج إنقاذ للأمة، تجد فيه كثير من الدول أسوة وقدوة، ينبغي دعمه لا هدمه إذا أريد لهذه الأمة بنية صادقة أن تعاد إلى عزها ومجدها مرة أخرى. الأمير مولاي هشام ومخالفة الإجماع الوطني أبدى الأمير مولاي هشام ملاحظات وانتقادات على الدرس الحسني الأول لهذه السنة الذي ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فعنت جملة ملاحظات حول هذه المقالة، خصوصا وأنها نحت منحى تأويليا جعلها أحيانا تبتعد عن مقررات الشرع نفسه خصوصا فيما يتعلق بالبيعة والتعاقد.