عند مشاهدة الشريط، الذي يظهر فيه زكريا المومني "البوكسور" السابق، وهو يأخذ الكلمة في لقاء جمع رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان إدريس اليزمي بالجالية المغربية بفرنسا، يتأكد أن الرجل قليل الأدب، ومدفوع للتعامل ببذاءة مع المسؤولين المغاربة، في حين القاعة كانت كلها ملتزمة بموضوع اللقاء، الذي لا علاقة بما يقوله المومني، وكان بإمكانه أن يطلب مثلا لقاء إدريس اليزمي في نهاية الندوة، لكنه فضل إحداث الضجيج. فالفوضى سلاح الفاشلين، الذين يريدون الفرار إلى الأمام، بدل أن يقفوا على الحقائق، ولهذا لما طلبت منه القاعة الالتزام بموضوع النقاش بدأ في تكرار أسطورة تعذيبه، حيث لا يعرف أحد اليوم الخطورة التي يمثلها هذا الشخص، الذي تتبعه المخابرات وتعذبه، ويبحث عنه الوزراء والمسؤولون ويريدون التفاوض معه. هل يمكن للدولة أن تخشى من نصاب محتال يتابعه مواطنون بوقائع ثابتة الأركان، حيث وعدهم بالحصول على عقود عمل؟ هل يمكن لدولة ما أن تخاف من الرأي المخالف؟ ما قيمة المومني في عالم المعارضة؟ هل هو من طينة السرفاتي الذي عاد دون ضجيج ليعلن أن المغرب يتطور أو من طينة اليوسفي الذي وضع تاريخه النضالي من أجل إنقاذ البلاد؟ نستغفر الله العظيم من هذا الذنب العظيم كيف نقارن بين ثريات الوطن وبين حثالة الثرى؟ كيف نقارن بين الرجال المبدئيين وبين انتهازي يعمل لصالح "ثورة الكمون" والمخابرات الجزائرية و"البوليساريو" ؟ المومني مدفوع من قبل جهات أصبحت واضحة ولم تعد مستترة، وهدفها هو تشويه صورة المغرب ولهذا أصبح يشتغل في مهمة واحدة يحصل من خلالها على الأموال ألا وهي إحداث الضجيج والفوضى ضد المغرب.