نجح الجينرال حميد شباط القيادي في حزب الإستقلال وعمدة مدينة فاس ، في إخلاء مقر الحزب ، وطرد المعطلين حاملي الشهادات العليا خارج أسواره ، في سيناريو أسبه بأفلام الحرب، واستمرت المناوشات بين الموالين لشباط ، مدعومين بعدد من أعضاء الشبيبة الإستقلالية ، والمعتصمين، إلى حدود الرابعة صباحا، قبل أن يتمكن شباط ومسانديه الذين ينتمون إلى الشبيبة الإستقلالية ، على حد تعبير مصادر من حزب الإستقلال، من إنهاء الأزمة واسترجاع مقر الحزب من أيدي المحتلين. وزحف الجينرال شباط في اتجاه باب الأحد صباح أول أمس الثلاثاء ، قادما من قلعته الحصينة بفاس ، من أجل استعادة هيبة حزب الزعيم علال الفاسي ، الذي استبيحت حرمته، من طرف المعطلين من حملة الشهادات العليا. وكانت أزمة حادة اندلعت الأسبوع الماضي ، حين أقدم معطلون من حاملي الشهادات العليا المنتمين إلى مجموعة الوحدة ، على اقتحام مقر حزب الميزان بباب الأحد واحتلال شرفته، في محاولة للفت الانتباه إلى وضعيتهم ، وكذلك احتجاجا على فشل الحكومة في تنفيذ التزاماتها. وكانت كل المحاولات التي تمت مباشرتها لإقناع المعتصمين بفك اعتصامهم قد باءت بالفشل ، بسبب إصرار المعطلين على موقفهم ، محملين عباس الفاسي الأمين العام للحزب مسؤولية الأزمة الراهنة. وقال شهود عيان إن المعركة التي استعملت فيها الحجارة والقنينات خلفت مجموعة من الجرحى في صفوف المعتصمين الذين هدد عدد منهم بالإنتخار في حال ما استمر استهدافهم من قبل من أسموهم عصابة شباط ، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المفاوضات بين الطرفين استمرت حتى الرابعة صباحا قبل أن يتم إخلاء مقر الحزب وعودة الهدوء إلى الشارع الذي يتواجد فيه المقر، مشددة على أن مساعي عديدة تحركت لتطويق الأزمة ، والحد من أي تداعيات محتملة. وكان شباط فاجأ المعتصمين صباح أول أمس الثلاثاء بجيش من المنتسبين إلى حزب الإستقلال ادعى أنهم أعضاء الشبيبة الإستقلالية ، حيث هاجموا المعتصمين بالحجارة، وحاولوا طردهم بالقوة، لكنهم فشلوا في مسعاهم حيث استمرت المناوشات بين الطرفين ساعات طويلة في حضور رجال الأمن الذين عملوا على تفريق الطرفين ومنع حدوث أي احتكاك مباشر قد يتسبب في كارثة حقيقية. ولم يصدر إلى حدود صباح أمس الأربعاء أي رد فعل عن قيادة حزب الإستقلال بخصوص ما أسمتها المصادر مبادرة فردية من شباط والموالين له.