أعلن الحزب الشيوعي الفرنسي تضامنه مع عائلة حسنة الوالي، المعتقل الذي توفي في مستشفى الداخلة والذي كان يقضي عقوبة حبسية مدتها ثلاث سنوات وذلك ثلاثة أيام بعد نقله للمستشفى، وأعرب الحزب الشيوعي الفرنسي عن مساندته لحق الشعب الصحراوي في الاستقلال. كهذا بدون حياء. كل الأحزاب الشيوعية غيرت أفكارها وفق معطيات الواقع، ووفق تغير الظروف العالمية، خصوصا بعد سقوط جدار برلين، ونجح الحزب الشيوعي الصيني مثلا في ملاءمة التنظيم مع التحولات العالمية، إلا الحزب الشيوعي الفرنسي، وهو بالمناسبة حزب صغير إشعاعه الوحيد هو حفل الإنسانية الذي ينظمه سنويا ويحضره ما تبقى من شيوعيين في العالم، فإنه "يعقل على جد النمل"، وما زال يحن إلى العهود السابقة يوم كانت الأحزاب الشيوعية تساند البوليساريو. فالبوليساريو كانت بالنسبة للشيوعيين بمثابة بؤرة ثورية، من خلال يمكن تغيير النظام في المغرب، وبغض النظر عن تفاهة هذه الأطروحة إلا أنها كانت مقبولة سنوات السبعينات، أما والعالم يعيش متغيرات جذرية، والتقارير تصف جبهة البوليساريو بأنها منظمة إرهابية وتأوي الإرهابيين وتجار المخدرات فإن بيان الحزب الشيوعي يبقى خارج المنطق وخارج التاريخ ويمكن وصفه بلعبة أطفال. وقال بيان الحزب الشيوعي الفرنسي إن المغرب يمنع اللجان الحقوقية من دخول الأقاليم الصحراوية، حيث يتعرض المناضلون السلميون للقمع والسجن. الآية هنا معكوسة. فالمغرب لا يمنع أي كان من دخول أراضيه في إطار احترام القوانين الجاري بها العمل، أما الذين قام بطردهم فلأنهم تورطوا في دعم مباشر لانفصاليي الداخل ومنهم من قام بتحريضهم ومساندتهم على التخريب. ولا يوجد بلد في العالم يمكن أن يسمح تحت أي ذريعة كانت، لمتورطين في تحريض أشخاص على العنف من دخول أراضيه، اما ما عدا ذلك فإن أبواب المغرب مشرعة لكل المنظمات الحقوقية، ولكل لجان حقوق الإنسان، وزار المغرب المفوض الأممي الخاص بالتعذيب، وزار الأقاليم الجنوبية واستمع لكل لما يسمى المعتقلين الصحراويين وأصحاب الشكايات، وخرج بتقرير موضوعي قال فيه إن التعذيب في المغرب ليس سياسة ممنهجة للدولة ولكن مجرد حالات منفردة يتم التعامل بصرامة مع مرتكبيها. أما الوجه الثاني من عكس الآية فهو وصف المحتجين الصحراويين بالسلميين. إذا كانت هذه هي السلمية فإن العنف لم يبق له إلا أن يتم تزويد انفصاليي الداخل بالدبابات والرشاشات. فالحزب الشيوعي الفرنسي على اطلاع بما جرى بمخيم كديم إزيك حيث عمدت العصابات المنحرفة التي تدربت في الجزائر، ومارست القتل في الشارع العام في حق عناصر القوات العمومية في مشهد يذكر بداعش حيث تم ذبح رجل أمن من الوريد إلى الوريد، وتم التبول على الجثت وحرق الممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين.