في القصة الاجتماعية المعروفة، أن رجلا رافق عائلته لخطبة سيدة من عائلة أخرى، وبدأ النقاش حول المهر وغيره، وطلب والد العروسة أن يأتوه بعجل كبير، لأن لديه عائلة كبيرة ومعارف كُثر، فرد عليه والد العروس، نحن يمكن أن ندفع لك خروفا سمينا وبعد انتهاء حفلتنا اشتري جملا "باش تحمر وجهك مع عائلتك ومعارفك". عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، منذ وصل إلى هذا المنصب لا يهمه الشعب، فهو يمكن أن يزيد درهمين في ثمن الغازوال ويأتي للتلفزة ليقول للمواطنين إن الزيادة من مصلحتكم، ويقسم على ذلك، ومن الآخر هو لم تعد تهمه شعبيته بل أصبح يهمه ماذا سيراكم بعد الكرسي، والمراكمة لا تتعلق دائما بالثروة ولكن بما يصنع الثروة الرأسمال المادي والرمزي. بنكيران منذ وصل إلى الحكومة وهو يقول "طز في الشعب" مثلما قال شيخه مهدي عاكف المرشد الأسبق للإخوان "طز في مصر". فالرجل لا يعني له الشعب شيئا مادامت الكتلة الناخبة الزبونة لديه قادرة على منحه صوتها مرة أخرى. بنكيران يهمه أن "يُحمر" وجهه مع المؤسسات الأجنبية، وأتخيله اليوم يقول لكريستين لاغارد "أللا لاغارد كيف جيتك"، وهي عبارة يصعب على المترجمين إيجاد صيغة لها ملائمة تنقل المبنى والمعنى إلى اللغة الأجنبية، ويتذكر بعض الصحفيين أنه ذات يوم كان بنكيران يستقبل راخوي بحضور مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، ووجه راخوي الدعوة للرميد للاطلاع على التجربة الإسبانية. فصرخ بنكيران: آ السي راخوي، راه مرات السي الرميد غادية تقلق لأنك عرضت عليه هو وما عرضيتش على مراتو. ابحثوا عن ترجمان لينقل هذه العبارة إلى الإسبانية. بنكيران اليوم وهو يستقبل لاغارد لا يهمه إلا شهادتها وقد تعادل شهادات أخرى تدخل بنكيران إلى زمن الوثنية. فهو يسعى إلى أن يبقى خط الائتمان مفتوحا دائما حتى يبقى وجهه أحمر. في سنوات الثمانينات من القرن الماضي فرض صندوق النقد الدولي شروطا مجحفة على المغرب، وكي يبقى المغرب بالحياة المالية فرض عليه الصندوق مخطط التقويم الهيكلي، وكان الراحل المعطي بوعبيد وزيرا أول في سنة 1984، وجيء به لهذا الغرض مادام يحمل الفكر اليبرالي ويدافع عنه. ونال بوعبيد حظه من التقريع داخل البرلمان وفي صحف المعارضة ومهرجاناتها وخطاباتها، بل إن احد رموز المعارضة كان "يمرمد" به الأرض داخل قبة البرلمان ويضرب بقبضة يده على الطاولة مع كل شتيمة. أحيانا الله حتى رأينا هذا المعارض الشرس ينفذ برنامج التقويم الهيكلي بصيغة أخرى وهو مسرور. لكن والحق يقال، أن الحزب الليبرالي ولا اليساري الذي أصبح هجينا، لم تكن لديهم الجرأة التي يمتلكها بنكيران. فالبرنامج المذكور جاء في سياق دقيق وفي أزمة كارثية كان يعيشها المغرب، ومع ذلك رفضت الحكومة المس بصندوق المقاصة. بنكيران منذ جاء وهو يتحرش بهذا الصندوق وكل ذلك من أجل نقط ممتازة تمنحها له لاغارد. نقول لبنكيران: الله ينفعك بزيارة مدام كريستين وحظي راسك لا تخرج شي كلمة خايبة.