ينطبق على علي المرابط الطفل المدلل للإعلام الإسباني المعادي للوحدة الترابية ، عنوان مسرحية عادل إمام "شاهد مشافش حاجة" ، فالرجل أقحم نفسه في الحديث عن الاحتجاجات التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية ، والتي نظمها بقايا حركة 20 فبراير، وشيوخ العدل والإحسان وسدنة اليسار الراديكالي ، الذين حاولوا استدرار عطف الشارع المغربي ، الذي أعاد الأمور إلى نصابها ، وتحدث المرابط الوزير في جمهورية الوهم عن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين جابوا شوارع عدد من المدن ، مع أن العدد في الرباط لم يتجاوز في أفضل الأحوال 1000 شخص يتزعمهم الكاهن عبد الحميد أمين إلى جانب صعاليك العدل والإحسان ، ومراهقي الحركة الذين بالكاد تمكنوا من رفع أصواتهم بسبب حالة العياء التي أصابتهم ، ولم يتوانى المرابط كعادته في ترويج الأكاذيب التي منحته وسام الشرف في الصحافة الإسبانية ، ولدى أولياء نعمته داخل المخابرات الجزائرية ، وأسياده في جماعة البوليساريو الذين يحتاجون إلى أمثال المرابط لتنفيذ مخططاتهم البالية ، والتي تحولت بفعل الزمن إلى أسطوانة مشروخة لا يمل المرابط من ترديدها كحال الببغاء ، والحقيقة أن المرابط نفسه يعرف أن ما يكتبه ليس سوى من وحي خيال الإعلام الإسباني ومخابرات الجيش الجزائري ، ويعلم علم اليقين أن المغرب قرر إطلاق قطار الإصلاحات ، ولا ينتظر جواز المرور من أحد لأن الأمر يتعلق بإرادة سياسية ، انبثقت من الشعب ، لتعبر نحو دولة المؤسسات . ولن يضيرنا في شيء أن يغرد صوت واحد خارج السرب مدعوما بأموال المخابرات الأجنبية التي حولته إلى عميل فوق العادة ، لكنه عميل مزيف لأنه تغيب عنه كل الحقائق ، مفضلا اعتماد أسلوب الإشاعة المغرضة ، فالمهم بالنسبة إليه أن يبقي صنبور الأموال الذي تغدقها عليه المخابرات الجزائرية وصحافة الابتذال الإسبانية مقابل الكذب على التاريخ وتزوير الحقائق . وهي الحقائق التي وقف عليها حتى مراسلو الصحف الإسبانية الذين كانوا أكثر من المتظاهرين في شوارع الرباط ، ربما لأنهم كانوا ينتظرون سقوط ضحايا فخاب ظنهم لأن الأمن المغربي كان أكثر وعيا من المرابط ومن يوظفونه. لكن العميل فوق العادة لانه شاهد ماشفش حاجة دائما, فهو يرابط في اسبانيا التي استعملته ورمته بعد اكتشافها فراغه, من اجل دينارات الجزائر التي يحولها بالكاد إلى اورو للاستمرار في العيش .