الذي تابع مسيرة الخميسات يوم الأحد الماضي، سيخرج بقناعة واحدة، وهي أن جماعة العدل والإحسان وما تبقى من اليسار العدمي قرروا استيراد وجوه جديدة لتقول الشعارات بدلا عنها، وجوه أغلبها من المراهقين الذين لا يعرفون حقيقة هذه الشعارات وتبعاتها على مستقبل الشعب المغربي، الذي أرهقوه من كثرة ما رفعوا من شعارات باسمه، ومطالب لم يستشيروه في أهميتها على حياته اليومية. وكعادته لم يتوانى العميل ثلاثي الأضلاع على اللعب بالكلمات وتحوير الحقائق إرضاء لنزواته وطموحات من وظفوه، ولأن الأمر يتعلق بتظاهرة نظمت مساء فإن الوجوه لا تظهر لنعرف حقيقة الذين رفعوا تلك الشعارات، خصوصا أن المرابط كتب في مزبلته الإلكترونية، أن العدل والإحسان والنهج الديمقراطي لم يكونوا من المشاركين في المسيرة، وهو كذب على ساكنة مدينة الخميسات. وإذا لم تكن جماعة العدل والإحسان مشاركة في هذه التظاهرة كيف نفسر نوعية الشعارات التي رفعت، وهي منتوج خالص لجماعة ياسين، التي حولت المسيرات إلى مجال لتصفية حساباتها مع كل الخصوم بما فيهم شباب حركة 20 فبراير. ولأن المرابط وضع نفسه في صف جينرالات الجزائر فمن الطبيعي أن يحور الحقائق ويكذب على المواطنين، ويقدم للشعب مادة إعلامية مغلوطة، لأن مثل هذه المواد هي ما تريد المخابرات الجزائرية والإسبانية التي تتغذى على مشاكل المغرب، بل وتصدر أزماتها في اتجاه الحدود المغربية، وللأسف فهي دائما تجد من يقدم لها هذه الخدمات التي تدخل في خانة العمالة، مع أن المغرب ومنذ انطلاق ثورات الربيع العربي، تعامل بكثير من المرونة مع مطالب الشعب الحقيقية والتي أفضت إلى دستور جديد ديمقراطي وحضاري، ولأن المرابط والدائرين في فلكه، يريدون تقويض دور المؤسسات، فإنهم لا يلتفتون إلى ما تحقق بل كل همهم منصب على إرضاء رغبات مشغليهم. الشعب يريد مؤسسات قوية ذات مردودية، مؤسسات تنبثق من الشعب لخدمة الشعب، هذا ما يرده الشعب المغربي، وليس ما يريده خصوم المغرب، الذين يسعون إلى تأجيج نار الفتنة اعتمادا على عملاء ومدسوسين لا يعنيهم من المغرب إلا ما يجنونه من أرباح، ومع ذلك نطرح السؤال، من المستفيد من إشعال نار الفتنة، وكيف يمكن تسيير البلد بدون مؤسسات. الذين يعرفون المرابط المطارد من كل أبناء الشعب المغربي، سيكتشفون أن الرجل ليس مجرد حاقد على مستقبل البلد، ولكنه أيضا سادٍ يتلذذ بعذابات الآخرين، هو يعرف أكثر من غيره أن لا مكان له في مغرب العهد الجديد، لذلك لا غرابة أن يتحالف مع الشيطان، يدير مزبلته الإلكترونية التي يتقاطر السم من بين ثناياها من داخل حانات إسبانيا حيث يملأ جوفه يوميا حد الثمالة فلا يبقى لديه وقت للتمييز بين الخير والشر، بين الصالح والطالح، لذلك نجد أن موقعه الذي يعمل بشكل عادي ودون مضايقة من أحد مليء بالأحقاد والضغائن، وأكبر دليل على أن المغرب يعيش ربيعا للحرية، هو أن مواقع تضرب في النظام المغربي وتطعن في مؤسساته تعمل بشكل عادي، وفي حرية تامة، وهو أمر لن يتحقق في أي دولة عربية أخرى، بما فيها الجزائر التي تفرض رقابة قبلية وبعدية على جميع المواقع، وترفض المساس برموز النظام، فهل يستطيع المرابط العميل الجزائري أن ينتقد نظام بوتفليقة أو المؤسسة العكسرية، إنه لا يستطيع حتى قول الحقيقة بخصوص ما يقع هناك لأنه في هذه الحالة سيجر عليه ويلات نظام عسكري لا يسمح حتى بالتنفس دون تعليمات فوقية. يحق للمغرب أن يفتخر بالمستوى المتسامح الذي وصله، وبنضج كل مكوناته، يستحق الافتخار بشبابه الذين يعملون من أجل تطوير البلد، والدفع به إلى الأمام، واليوم هناك دينامية حقيقية أزعجت الجيران والخصوم، وجعلتهم يصرفون الملايين على حملة شعواء يقودها أذنابهم المبثوتين في كثير من الأماكن وليس المرابط إلا واحد من هؤلاء الذين لا يتورعون في سب المغرب فقط للحصول على مزيد من الأموال.