بعد الوقفات والاحتجاجات والمسيرات المنددة بظروف القمع والقهر التي يعيش فيها الصحراويون نتيجة الاحتجاز طيلة أربعين سنة ، وسياسة التهميش والإقصاء الممنهجة لقيادة زمرة الانفصاليين يرفع اليوم هؤلاء المواطنون شعارات تطالب بإسقاط هذه القيادة . وفي هذا الإطار ، عرفت مخيمات تندوف، وتحديدا ما يسمى بمخيم ولاية بوجدور، تطورا جديدا في وسائل الاحتجاج ، يتمثل في الكتابة الحائطية التي ظهرت بالمخيمات .لكن الشيء الجديد فيها هو المطالبة بإسقاط قيادة "البوليساريو" وليس فقط المطالبة برحيلها كما كان عليه الأمر لحد الآن ،خاصة بعد تكاثر حالات اغتصاب النساء والفتيات الصحراويات من طرف قياديي الانفصاليين . أكثر من ذلك ، توعدت الكتابات المذكورة بالقصاص من مغتصبي النساء الصحراويات ، على الأخص محمد لمين البوهالي ، الذي يحمل صفة وزير دفاع "البوليساريو"، والتلويح بالزحف على ما وصفته ب"القيادة الفاسدة" للانفصاليين وتغييرها بالقوة . وكنموذج لهذه الكتابات :" ستلقى جزاءك قريبا يامغتصب الصحراويات"،"محمد عبد العزيز ارحل"،" كفى صمتا على ظاهرة الاستغلال الجنسي بمخيمات تندوف"،و"قريبا سنزحف على القيادة الفاسدة ... فانتظرونا." هذا التطور اللافت في الاحتجاج والتنديد بفساد الطغمة الانفصالية ، دفع الجيش الجزائري إلى تشديد إجراءات المراقبة والتفتيش إلى جانب حملات الاستفزاز و القمع والاعتقالات التي تقوم بها عناصره بين الفينة والأخرى ن وعدم التردد في إطلاق الرصاص وقتل كل من تعتبره مشتبها به من الصحراويين . كل هذا جعل حركة شباب التغيير تصعّد من عملها ، وتوجه نداء إلى كافة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف إلى الثورة على عبد العزيز المراكشي . . وفي الواقع ،فإن مخيمات تندوف تعيش منذ أكثر من ثلا ثة أشهر على إيقاع غليان يقض مضجع قيادة الانفصال ،على الأخص بعد إقدام عناصر من الجيش الجزائري على قتل شابين صحراويين ، انطلق بوقفة واعتصام أمام مفوضية اللاجئين لتتطور إلى احتجاجات ومواجهات بمخيم السمارة، وظهور تسجيلات ،بالصوت والصورة، تتحدث عن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان بالمخيمات، وفي مقدمتها حالات اغتصاب النساء . في هذا الإطار، بثّت قناة العيون التلفزيونية الجهوية ،هذه الأيام ،تصريحات تكشف الواقع المرير في مخيمات تندوف وما يرافقه من انتهاكات خطيرة للمحتجزين من خلال تسجيلها شهادات عسكريين ومدنيين عرّت حالات القمع والاستغلال والاغتصاب التي تمارسها القيادة الانفصالية على الصحراويين المحتجزين بتندوف في خرق سافر لحقوق الإنسان وتحد صارخ للمجموعة الدولية . ومنها على الخصوص تقديمها لشهادة سيدة صحراوية اغتصبها "وزير دفاع البوليساريو" ، المدعو محمد لمين البوهالي. كما قدمت القناة المذكورة شهادة عسكري صحراوي دعا منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية للتدخل من أجل وضع حد لمعاناة المحتجزين.وقال :" لقد عانينا من جميع أنواع القهر في هذه المخيمات ، ونطالب بتخل سريع لتخليصنا من هذه المافيا التي ظلت تقمعنا وتستغلنا أبشع استغلال بهدف الدفاع عن مصالحها الخاصة." حمادي الغاري