قليلة هي الصور التي ترِد من مخيمات تندوف، والتي تعبر عن حجم المعاناة التي يتخبط فيها اللاجئون جراء القبضة الحديدية المحكمة عليهم من طرف عصابة البوليساريو بدعم من الجيش والمخابرات الجزائرية.. إلا ان قناة العيون الجهوية استطاعت هذه الايام كسر طوق الصمت الرهيب المفروض على الساكنة هناك، وذلك من خلال تصوير بعض المشاهد من داخل المخيمات واستجواب بعض المحتجزين، والذين عرّوا من خلالها واقع الذل والمهانة المقرون بالقمع والاستعباد الذي تمارسة الطغمة المتنفذة هناك بعيدا عن أعين المنتظم الدولي، بفعل الحصار المفروض على المنطقة والمنع الممنهج لزيارات المنظمات الحقوقية الدولية التي تعنى بحقوق الانسان ..
اول ما يثير الانتباه في الاشرطة التي قدمتها قناة العيون والتي تم تداولها بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية بالانترنت، هو لجوء السكان المحتجزين إلى الكتابة على الحيطان، التي تحولت إلى صفحات "فيس بوك" تقليدية، وذلك للتعبير عن رفضهم لعصابة البوليساريو وثورتهم عليها..حيث تنتشر شعارات "ارحلي عنا ايتها القيادة الفاسدة.." و"الشباب الصحراوي بمخيم السمارة يدعو الصحراويين إلى الانتفاضة.." و"حل مشاكل كل الصحراويين رهين برحيل القيادة الفاسدة.."و"شباب التغيير يهنئ المرأة الصحراوية بعيد المرأة( 8 مارس) ويدعوها إلى الانتفاضة ضد القيادة الهرمة"، إلى غير ذلك من الشعارات الغاضبة التي يتم إرفاقها بتاريخ كتابتها كما يتضح من خلال الصور حيث يمكن قراءة تاريخ 16/03/2014، و06/03/2014، وذلك للتأكيد ان الامر يتعلق باحتجاجات ما تزال مستمرة خلال الشهر الجاري..
وتظهر إحدى النساء المحتجزات في احدى الاشرطة لتقدم شهادتها على واقع المعاناة في المخيمات، وهي شهادة لا يجب ان تمر مرور الكرام بل تستوجب استنهاض همم الحركة النسائية وكل المدافعين عن حقوق المرأة وحريتها في المغرب وعلى الصعيد العالمي، وذلك للتحرك قصد رفع دعوى قضائية ضد الزمرة المتحكمة في رقاب المحتجزين، حيث قالت الشاهدة الارملة انها تعرضت للتحرش الجنسي من طرف احد الاطر القيادية في جبهة العار..
شهادة الارملة المحتجزة تعتبر دليلا قاطعا وحجة دامغة ضد قيادة البوليساريو التي لا تتورع في التحرش الجنسي على نساء المخيمات، حيث جاء في اقوال المحتجزة انه "رغم انني دافعت على شرفي" امام المدعو محمد لمين ولد البوهالي لكن "ما وقع لي ما زال يؤثر في داخليا"، مضيفة "اود ان اقول لجميع الصحراويين ان هذه القيادة التي كنا ننتظر منها حمايتنا هي التي اصبحت تزرع الخوف "، قبل ان تعترف بان "ما وقع لي من تحرش جنسي لم يقع لي وحدي بل هناك صحراويات كثيرات تعرضن للاغتصاب من طرف القيادة" والآن، تقول الارملة المحتجزة "اطلب حمايتي وحماية اولادي"..
انها صرخة استغاثة موجهة للمنتظم الدولي من طرف هذه الارملة المسكينة ومن خلالها كل الصحراويات والصحراويين الذين يعانون تحت نير القمع والاستغلال الذي تنهجه شرذمة من قطاع الطرق المجرمين الذين يمارسون كل انواع الممارسات السادية في حق الساكنة التي لا حول لها ولا قوة..فهل من مستجيب..؟