قال الكاتب والروائي المصري جمال الغيطاني إن سنة واحدة من حكم محمد مرسي كانت بمثابة كارثة وأنها أسوأ فترات مصر، حيث تعرضت لأبشع أنواع التخريب الثقافي وتم فيها الاعتداء على تسعين كنيسة، في بلد لا يمكن فيه التمييز بين مسلم وقبطي حتى من حيث الملامح، كما تم استهداف مؤسسات الدولة. وفصّل الغيطاني، في حوار تنشر النهار المغربية لاحقا، في الفرق بين الدولة التي استهدفها الإخوان وبين النظام، حيث الدولة هي المؤسسات الثابتة بين الأنظمة تروح وتأتي، مشددا على أنه لم يذكر في يوم من الأيام اسم جماعة الإخوان المسلمين، وإنما يتحدث عن الجماعة أو الإخوان، لأن ما تقوم به ليس من الإسلام في شيء. وأوضح الغيطاني أن الجماعة كانت تهدف إلى القضاء على الدولة الحديثة التي أسسها محمد علي مشيرا إلى انه لما تم الإعلان عن فوز محمد مرسي كتب مقالا تحت عنوان "وداعا مصر التي نعرفها" لأن الإخوان برأيه تنظيم لا يفكر في الدولة وليست لديه رؤية للدولة بل هو ضد الدولة أساسا وأن التنظيم الدولي يعتبر مصر إقليما موضحا أنه لذلك اعتبر وجودهم في سدة الحكم بمثابة الاحتلال. وفي معرض جوابه عن الموقف من ثورة 30 يونيو قال جمال الغيطاني إنها ثورة شعبية بمعنى الكلمة، واصفا خروج الشعب المصري بأنه أسطوري، وهي ثورة دعمها الجيش وكانت موجهة ضد الإخوان المسلمين، مضيفا أن الشعب المصري يمكن أن يصبر كثيرا فوق ما يتصور الجميع لكن لما يرى أن مؤسسات الدولة تُمس فإنه ينتفض لأن انهيار الدولة يعني توقف الحياة. وأشار إلى أن العالم العربي يعيش مفارقات بين ما تريده الشعوب وما تريده الحكومات مشددا على وجود مخطط لتقسيم العالم العربي على أساس عرقي وديني. وفي سياق آخر قال الغيطاني إن المثقفين المصريين لعبوا دورا مهما سواء في الثورة التي أطاحت بحسني مبارك أو تلك التي عزلت محمد مرسي، موضحا أن المثقفين نزلوا للاحتجاج ضد تعيين شخصية إخوانية كوزير للثقافة حيث كان هدف الجماعة هو الهيمنة على الثقافة قصد تخريبها. ولم يفت الغيطاني الحديث عن وجود تدخل خارجي في مستوى من المستويات أثر على الثورة وتحقيق أهدافها، مشيرا في ذلك إلى محمد البرادعي، المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، الذي حاول الركوب على الثورة والذي ظهر شهرا قبل بداية الاحتجاجات، كما أشار إلى تدريب بعض الشباب في صربيا ويوغسلافيا سابقا على التواصل في المواقع الاجتماعية قصد توجيه الثورة. وكشف الغيطاني في الحوار المذكورة عن معلومة خطيرة، حيث أشار إلى أن أحد معارفه في اللجنة الوطنية للانتخابات أخبره أن الانتخابات تم تزويرها، حيث قيل "إن الفريق شفيق قد نجح ومرسي سيحكم"، حيث كانت الأجواء متوترة والإخوان يهددون بإحراق مصر في حالة عدم فوز مرسي. ويشار إلى أن جمال الغيطاني الروائي المصري مارس الصحافة من أبوابها الواسعة حيث عمل مراسلا حربيا في حرب أكتوبر 73 كما شغل رئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب الأسبوعية منذ تأسيسها سنة 1993 وإلى حين وصول الإخوان إلى الحكم.