الجزائر الراعي لصراع الصحراء حاولت الدولة الجزائرية وطوال مدة النزاع المفتعل حول الصحراء التنصل من مسؤولياتها في الوقوف عقبة في وجه الحل السياسي للقضية، لكن خطاب أبوجا كان تاريخيا بكل المقاييس والمعايير، فهو الخطاب الذي يعلن من خلاله الحاكم الجزائري الفعلي عن تورطه في قضية الصحراء، كانت القصة معروفة لكن اليوم يتم الإفصاح عنها في زمن رعاية الإرهاب والمنظمات الارتزاقية. فمن غير المنطقي أن تكون الجزائر دولة محايدة في الصراع حول الصحراء وتكلف نفسها عناء الانتقال إلى أبوجا لجمع الدعم لجبهة البوليساريو قبل عودة كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى المنطقة محملا بمبادرة إطلاق حوار بين الأطراف المعنية. إذا كانت الجزائر غير معنية بالصراع فلماذا تحشر أنفها في الحوار؟ ولقد فهم المغرب أن المفاوضات الحقيقية لن تكون مع البوليساريو التي ليس أمرها بيدها يعني حركة لا تملك عصمة الطلاق من الراعي الرسمي لها الجزائر؟ فلماذا تدخل الجزائر في الحوار وتستقبل المبعوث الشخصي إذا لم تكن معنية بالحوار؟ إذا كانت غيرة على الشعب الصحراوي لماذا لا تجسد هذه الغيرة داخل وطنها وتحولها إلى تنمية بشرية؟ ولماذا يعتبر المنتظم الدولي أن الجزائر واحدة من أطراف الصراع؟ إذا كانت موريتانيا معنية فما دخل الجزائر؟ الجزائر هي الراعي الرسمي للبوليساريو. ومازالت وفية لخياراتها التي تأسست منذ أربعين سنة. حيث وقفت إلى جانب دول أخرى في تأسيس الفكرة الانفصالية ورعايتها حتى نمت وترعرعت وكبرت في ذهن أصحابها وأصبحت عبارة عن سجل تجاري لنهب المساعدات الإنسانية، ومازالت الجزائر تخصص مبالغ مالية مهمة من عائدات النفط والغاز للبوليساريو، بل إن عاصمة الجمهورية الافتراضية لمحمد عبد العزيز هي فنادق العاصمة الجزائرية نفسها وهي التي حملتها كطفلة وطافت بها الدول والمنتديات وأدخلتها خلافا للقوانين والأعراف الدولية في الاتحاد الإفريقي. وبعد ذلك تأتي الجزائر وتقول إنها غير معنية بالنزاع حول الصراع. لكن خطاب أبوجا الذي أريد له أن يكون سلاحا ضد المغرب ارتد عليهم. لقد أفصحوا عن حقيقة الصراع وعن تورط الجزائر المكشوف ووقوفها في وجه أي حل سياسي يضمن للصحراويين حقوقا تتعلق بتدبير المجال تحت السيادة المغربية. هذا ما يتعلق بالخطاب المكشوف والمفضوح وهناك الخفي الذي يتم كشفه بين الفينة والأخرى ويتعلق بما تصرفه الجزائر من أموال طائلة للمؤامرة ضد المغرب، حيث تقوم بشراء ضمير اللوبيات وتمول جمعيات ومنظمات قصد إصدار تقارير مغلوطة ضد المغرب، بل إنها استطاعت أن تقدم رشاوى لموظفين دوليين قدموا تقارير غير واقعية حول المغرب بنت عليها الدول مواقف ليست في صالح المغرب. لقد أفرغت الجزائر كل جهدها في التآمر ضد المغرب، ولو استغلت الأموال المذكورة في التنمية لأصبحت الجزائر من الدول النموذجية في التقدم، لكن الحكام هناك فضلوا التخلف وعرقلة التنمية في دولة جارة لم تعلن عداءها لهم.