من المقرر أن يحل وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في الأسبوع الثاني من شهر نونبرالمقبل، بالرباط للتباحث حول تعزيز العلاقات بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية. ويلاحظ المراقبون أن هذه الزيارة تأتي في وقتها، خاصة أن العلاقات بين البلدين فقدت شيئا من توهجها التي كانت تعرفه من قبل بغض النظر عن تعاقب مختلف المسؤولين الأمريكيين على إدارة البيت الأبيض وانتمائهم السياسي. كما أن واشنطن ترمي من وراء إيفاد كيري، شخصيا، إلى الرباط، للتباحث الجدي حول حقيقة الوضع في المنطقة، والعمل على تجاوز كل ما يمكن أن يؤثر في العلاقات التاريخية الممتازة بين الرباطوواشنطن. ومن المعروف أن وزراء الخارجية الأمريكيين دأبوا على زيارة دول المنطقة المغاربية، وخاصة إلى الرباط والجزائر في نفس الفترة، تجنبا لحدوث أي اضطراب أو خلل قد يطرأ على التوازن الديبلوماسي الأمريكي الذي تحرص عليه واشنطن إزاء البلدين المغاربيين. وفي الواقع، طرأ نوع من الفتورعلى علاقات الرباطوواشنطن منذ تولي جون كيري مسؤولية وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية بسبب سوء فهم الخارجية الأمريكية للوضع بالمنطقة عموما وفي الأقاليم الجنوبية للمملكة في عهد وزيرها الجديد، وهو ما استغله البعض للحديث عن وجود أزمة تم وصفها بالخطيرة في العلاقات الأمريكي المغربية. تجدر الإشارة إلى أن كيري كان من بين الموقعين، سنة 2001، على رسالة موجهة إلى وزير الخارجية في ذلك الوقت، كولن باول، ومطالبته بالقيام بضغوطات من أجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. كما أن كيري هو الذي قرر تقديم المقترح الأمريكي الخاص بتوسيع صلاحيات "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، وهو المقترح الذي أفشله المغرب. في السياق نفسه، يؤكد المراقبون أن هذه الزيارة قد تكون تمهيدية للزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها جلالة الملك محمد السادس لواشنطن في الأسابيع المقبلة.