مسؤولة أمريكية رفيعة المستوى تحل بالمغرب حاملة معها ملفات الإرهاب والتعاون التجاري تحل يوم الجمعة بالمغرب مساعدة كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، ويندي شيرمان، المحطة ما قبل الأخيرة في جولتها بشمال إفريقيا، في إطار التباحث حول الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة بالمنطقة. وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، بعد الأزمة العابرة بين البلدين والتي جرت أطوارها بمجلس الأمن شهر أبريل الماضي. وستجري ويندي شيرمان مباحثات مع مسؤولين حكوميون وقيادات عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وهي الزيارة الأولى لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى المغرب بعد مقترح مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مجلس الأمن بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» لتشمل حقوق الإنسان كمبادرة خلقت نوعا من التوتر في العلاقات بين الرباطوواشنطن، قبل أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى سحب مقترحها. وتأتي زيارة ويندي شيرمان إلى المغرب، المحطة ما قبل الأخير في جولتها لدول شمال إفريقيا التي تشمل كل من مصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر، وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 16 يونيو الجاري، حسب بلاغ لوزارة الخارجية الأمريكية، في إطار التباحث حول الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة في المنطقة، وستتناول مباحثاتها الوضع الأمني وتعزيز الاستثمارات والتعاون التجاري بين الولاياتالمتحدة والمغرب. التحرك الأمريكي في المنطقة، حسب بلاغ الخارجية الأمريكية، يروم تطوير العلاقات مع بلدان شمال إفريقيا، بعد الربيع العربي، وإعطاء نفس جديد للروابط التي تربطها بهذه الدول، وتنويع مجالات التبادل معها، وخصوصا تبادل المعلومات والتدريب، والتعليم والثقافة. وأيضا يعكس مخاوف الولاياتالمتحدةالأمريكية من تنامي خطر الجماعات الإرهابية في المنطقة، في ظل ما تعرفه منطقة الساحل والصحراء. وستكون القضايا الأمنية على رأس جدول أعمال مباحثات شيرمان بالرباط، في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتميزة بتنامي خطر الجماعات الإرهابية، وانتشارها المتزايد في المنطقة، كما ستكون مناسبة أيضا للتباحث حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكانت العلاقات بين واشنطنوالرباط مرت في امتحان عسير خلال شهر أبريل الماضي، عندما تقدمت مندوبة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة، سوزان رايس، مقترحا باسم الإدارة الأمريكية، يرمي إلى توسيع مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وهو المقترح الذي أثار معارضة شديدة من لدن المغرب، الذي يرى فيه تنقيصا من سيادته على أقاليمه الجنوبية، قبل أن تعمد الإدارة الأمريكية، بعد تدخل شخصي من جلالة الملك، إلى سحب مقترحها. وبعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير 2099 الذي لم يتضمن أي إشارة إلى توسيع مهام بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء، توجه وفد مغربي رفيع المستوى يضم كل من مستشار جلالة الملك، الطيب الفاسي الفهري، والمدير العام للدراسات والمستندات، محمد ياسين المنصوري، والوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، إلى واشنطن، حيث التقى بكاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، وهو اللقاء الذي حضرته مساعدته المكلفة بالشؤون السياسية، ويندي شيرمان، حيث اتفق الجانبان على تعزيز المبادرات المشتركة من أجل دعم وتكثيف العلاقات الإستراتيجية في جميع المجالات.