يفتتح جلالة الملك محمد السادس اليوم الجمعة الدورة التشريعية الخريفية للبرلمان بمجلسيه النواب والمستشارين في ظل مجموعة من المتغيرات، أهمها اعتماد النظام الداخلي الجديد الذي حدد مجموعة من التدابير، حيث سيفتتح جلالة الملك محمد السادس هذه الدورة وفق ما ينص عليه الدستور. ويعرف الدخول البرلماني الجديد تغييرات في الخارطة السياسية بعد تبادل الأدوار بين حزبي التجمع الوطني للأحرار الذي التحق بالفريق الحكومي، والاستقلال الذي انتقل إلى المعارضة بعد انسحابه من تحالف الأغلبية قبل ستة أشهر مفضلا الاصطفاف إلى جانب أحزاب المعارضة، كما أن هذه الدورة تأتي بعد تجربة سنة ونصف من عمل الحكومة وهي التجربة التي كانت كارثية على مجموعة من القطاعات بحسب مصادر حزبية، حيث طبعها واقع الانتظارية وبطء وتيرة تنزيل المخطط التشريعي، وكذلك تقاعس الحكومة في تنزيل القوانين التنظيمية المكملة للدستور والبت في العديد من القضايا المصيرية الضاغطة التي مازالت تراوح مكانها والتي تخص مجالات اقتصادية واجتماعية عدة، مما انعكس على تدبير الشأن العام. وستعرف السنة التشريعية الجديدة، مجموعة من المتغيرات التي جاءت بها المقتضيات الجديدة للنظام الداخلي لمجلس النواب الذي تم التوافق حوله بين الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهذه المتغيرات الجديدة متمثلة على الخصوص في جلسة الأسئلة الشفوية التي ستتقلص مدتها إلى ساعتين ونصف الساعة بدل خمس ساعات التي ظل معمولا بها حتى آخر دورة تشريعية. وقالت مصادر برلمانية إن قرار التقليص جاء على خلفية ما تعرفه هذه الجلسات الأسبوعية من ملل، أدى في كثير من الأحيان إلى ضبط نواب برلمانيين في حالة نوم، أو منشغلين بأشياء لا علاقة لها بمراقبة العمل الحكومي، موضحة أن جلسة الأسئلة الشفوية ستمر في يوم واحد وهو الثلاثاء بالنسبة للغرفتين، في انتظار تحديد طريقة تدبير الزمن البرلماني، إضافة إلى الحديث حول موضوع عام وطارئ في بداية الجلسات. ومن الأشياء الجديدة التي تم التوافق حولها إمكانية أن تعقب الفرق على جميع الأسئلة، على أن يحتسب هذا التعقيب من زمن الفريق البرلماني حسب المدة الممنوحة، كما أن مدة التعقيب لا يجب أن تتجاوز دقيقة واحدة على أقصى تقدير، وكشفت المصادر أن هذا التوجه أملته الرغبة في توسيع النقاش السياسي بين جميع الفرق، بدل أن تبقى الأسئلة الشفوية جامدة ومجرد سؤال وجواب، لكن المصادر حذرت في المقابل من تمييع النقاش السياسي خاصة في ظل التلاسنات التي غالبا ما تعرفها جلسات الأسئلة الشفوية.