من قال إن عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية، قد ثاب عن غيه وعاد عن أفكاره وراجعها كما فعل شيوخ الجماعة الإسلامية بمصر وأصبحوا أكثر تنويرا ضدا حتى في الإخوان المسلمين؟ ما هو موقع الضمانة التي قدمها مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، في حق شيوخ السلفية الجهادية من أجل نيل العفو الملكي؟ فخلال وقفة تم تنظيمها أمام مسجد كويملة بمدينة تطوان، ألقى الحدوشي كلمة ندد خلالها بما أسماه الظلم السائد في الدول العربية والإسلامية من قبل "القادة" الصهاينة لأمريكا، وأشار إلى أن الملفات القضائية التي تورط المعتقلين الإسلاميين محبوكة ومفبركة من قبل مصالح الاستعلامات، ونوه بعمل اللجنة المختلطة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وندد بموقف الدول العربية التي تشتري الأسلحة من أجل حماية عروشها بينما يموت المسلمون ببورما ومصر وسوريا، وختم كلمته بمهاجمة المغرب والسعودية باعتبارهما الدولتين اللتين لم تطلقا سراح المعتقلين السياسيين مهاجما تفكيك الخلايا الإرهابية. من ارتكبت الحماقات التي وقعت في الدارالبيضاء؟ هل أمريكا هي التي تقف وراء أحداث 16 ماي الإرهابية؟ ومن حق الحدوشي أن يقول، إنه لم يراجع أفكاره لأنه لم تكن لديه أفكار حتى يراجعها فهو طبعا رجل محفوظات تربى على يد أساطنة الفقه الوهابي الذي يعتبر العنوان الكبير للجماعات المقاتلة، وهو كان يكرر تلك الأسطوانات على مسامع شباب لم يتشرب مبادئ المنطق ليعرف الخطأ من الصواب، فهو مسؤول عن ضياع جيل من الإسلاميين من عناصر السلفية الجهادية، الذين رباهم على الفكر التكفيري بالمعسكرات التدريبية. يمكن منطقيا فبركة ملف أو إثنين لكن من المستحيل فبركة عشرات الملفات، وتفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، ثم إن الحدوشي لا يعتبر ما تقوم به القاعدة عملا إرهابيا، وبالتالي فإن الخلايا التي يتم تفكيكها هي مجرد عمل سياسي من حق هؤلاء القيام به حسب الحدوشي. ولم ينس الحدوشي اللجنة المختلطة، التي تأكد أن عناصرها يتعاملون مع الأجانب، حيث أن مدام المجاطي كانت على علاقة مع هاني السباعي الإرهابي المصري ومع الكربوزي مؤسس الجماعة المغربية المقاتلة. بجملة واحدة إبليس قد يثوب عن غيه ولا يثوب عمر الحدوشي عن دعم الإرهاب.