مفاجآت بنكيران السارة لقد وعد عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية، الناخبين بمفاجآت سارة، وها هو الرجل يفي بوعده. والرجل هو الكلمة كما يقول المغاربة. مفاجآت برسم الكارثة التي ستهب على المغاربة وتحرق الأخضر واليابس. لقد قال بنكيران، أمام أعضاء اللجنة الوطنية لحزبه (يعني كان غير مع خوتو)، يمكن أن نتخذ إجراءات مؤلمة ولكنها ضرورية لأن مجيئنا للحكومة كان في إطار الأزمة التي لا يمكن تجاوزها بالابتسامات والزيادات في التقاعد والأجور وخفض الأثمنة. يقول المغاربة "يا المخبي بالظلمة ها النهار طلع". لقد تراجع بنكيران عن كل وعوده أو أننا لم نفهم وعوده أصلا. كمن فهم من العرب أكرمه بلغة إحدى القبائل التي تفيد اقتله فقطع رأسه. قد يكون بنكيران من هذه الطينة يعني أنه لما قال للناخبين انتظروا منا مفاجآت سارة كان يعني إجراءات تأديبية في حق الشعب المغربي الخارج عن الطريق المستقيم وربما كان يعني أنهم سيرون رئيس حكومة مختلفا عن سابقيه، يمشي في الأسواق ويروي النكت الحامضة وله جبهة صلبة وجرأة خطيرة على كل ما هو اجتماعي. لا نعرف إلى أين تسير الأمور؟ الحكومة عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية. وما زال الحزبان القويان فيها يتبادلان التهم. ولا يبدو أن هناك حلا في الأفق القريب لأن بنكيران لا يريد الاستماع لأحد باستثناء المستشار برتبة وزير دولة عبد الله باها. وأصر إصرارا على أن يمضي في طريقه دون أن يلتفت إلى الخلف فيما تعتبر المعارضة الناشئة وسط الأغلبية أن مطالبها مشروعة، وهي لا تتعدى الالتزام بميثاق الأغلبية واتخاذ القرارات بشكل جماعي لا انفرادي كما هو حاصل الآن وإحداث تعديل في الحقائب والوزراء حتى يأخذ كل حزب موقعه الطبيعي. حكومة عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية وعن الإنصات لمكوناتها لكن تتوفر على جرأة لم يعهدها المغرب من قبل. جرأة على كل ما هو اجتماعي. ضرب الحق في الإضراب والاقتطاعات من أجور المضربين. والزيادات الخطيرة في ثمن المحروقات بلا حشمة ولا حياء. ولأن الجريء لا يهاب أحدا فقد جاء بنكيران إلى التلفزة ليقول "زدت عليكم في ليسانس ولكن غاذي نعطي الفلوس للهجالات"، ومر الزمن وتراجع بنكيران عن الدعم المباشر للفقراء لأنه غير واقعي. وتتحدث جهات مختصة عن الزيادة بالاحتيال في ثمن البوطاغاز وذلك عن طريق نقص الوزن، وهي كلها من المفاجآت السارة لبنكيران. إذا كانت المفاجآت الأولى تمثلت في زيادات في العديد من أثمنة المواد الاستهلاكية فإن تهديد بنكيران بالإجراءات يهدد المغرب وقد يؤدي لا قدر الله إلى زعزعة الاستقرار الذي قال عنه بنكيران إنه جاء ليضمن الاستقرار وهذا أكبر ادعاء لأن الحزب الإسلامي إن لم يساهم في الفوضى يلتزم الصمت.