كشفت تحقيقات أمنية حول ظاهرة تهريب الأقراص المهلوسة من الجزائر عن وجود عصابات تعمد إلى اقتناء الأقراص المهلوسة من الصيدليات بوصفات طبية مزورة وببطاقات المرضى التي تخول لهم الحصول على الأقراص المخدرة الخاصة بأصحاب الأمراض العقلية، وذلك على صعيد التراب الجزائري ليتم جمع عشرات الآلاف من علب الأقراص المخدرة الخاصة بالمرضى عقليا ونفسيا وتهريبها نحو المغرب. وأفادت مصادر مطلعة أنه بين الفينة والأخرى يتم ضبط أكوام من علب الأقراص المهلوسة مهربة من الجزائر في طريقها إلى دول المغرب العربي من بينها تونس وليبيا والمغرب، موكدة أن الأقراص المخدرة تحتل النسبة الأولى بين الأدوية في المبيعات بولايات الجزائر. وتحدثت المصادر ذاتها عن وجود شبكات إجرامية متخصصة في اقتناء الأقراص المهلوسة من الصيدليات بولاية بومرداس والولايات المجاورة بوصفات طبية مزورة وبطاقات شفاء مسروقة لتهرّبها إلى كل من تونس والمغرب وليبيا . وتقوم هذه الشبكات تقوم بشراء جميع أنواع الأقراص المخدرة العقلية بكميات كبيرة بتواطؤ مع صيدليات بالجزائر على مستوى التراب الجزائري وبطرق ملتوية من الصيدليات الكائنة بولاية بومرداس والولايات المجاورة. ولقد تحولت الجزائر إلى مركز لتصدير الأقراص الملموسة إلى العالم العربي، حيث أن الزيادة المعتبرة لاستعمال الأقراص المهلوسة كانت نتيجة سهولة الحصول عليها من خلال اللجوء إلى الوصفات الطبية المزورة وتواطؤ بعض العاملين في الصيدلة". يذكر أن المصالح الأمنية بالرباط تمكنت تفكيك شرطة الرباط لشبكة إجرامية تنشط في مجال تهريب الأقراص المهلوسة انطلاقا من الجزائر وتصريفها بالمغرب، بعد إلقاء على شخصين من كبار موزعي هذه الأقراص على الصعيد الوطني، أحدهما مقيم في مدينة وجدة، فيما يتحدر الآخر من الدارالبيضاء. وعثر بحوزة الجزائريين الإثنين على كمية، وصفت بالضخمة، من الأقراص تقدر بحوالي 15 ألفا و900 حبة من نوع "ريفوتريل"، وكذا على مبلغ مالي ناهز 30 مليون سنتيم. كما تم التوصل إلى المزودين الرئيسيين للمعنيين بالأمر، ويتعلق الأمر بشخص يتحدر من مدينة وجدة، جرى إيقافه رفقة مواطن جزائري الجنسية، وعثر بحوزتهما على مبالغ مالية بالدرهم المغربي والدينار الجزائري، وجوازات سفر تخص مواطنين جزائريين.