حذرت شركات ومخابر أدوية جزائرية وأجنبية وجود شبكات إجرامية متخصصة في ترويج أدوية خطيرة في مقدمتها عقاقير تستعمل في علاج الأمراض العقلية وهي المعروفة بالأدوية المهلوسة انطلاقا من ولاية قسنطينة قصد ترويجها داخل التراب الجزائري و تهريبها خارج البلاد و خاصة نحو المغرب عبر الحدود المشتركة . وكشف ممثلون عن هذه الشركات في تصريح لصحيفة "الشروق الجزائرية "، أنهم اكتشفوا الشبكة بعد توجههم إلى البنوك، لتحصيل مستحقاتهم، مقابل كميات الأدوية التي تسلم لصيادلة بالولاية المذكورة ليفاجأوا بأن صكوك الأداء المقدمة لهم مزورة و أن الأمر يتعلق بشبكة منظمة تنتحل هوية صيدليات وهمية في طلبيات كميات ضخمة من الأدوية والمنتجات الصيدلانية الباهظة الثمن ومنها بعض الأدوية الخاصة بالأمراض العقلية التي يحضر تداولها بدون وصفة طبية لترويجها على المستوى الداخلي و الخارجي و التي يتجاوز رقم معاملاتها عشرات ملايير السنتيمات . ويدفع تواضع هوامش الربح التي يحصل عليها الصيادلة الجزائريون العديد منهم إلى نسج علاقات مع شبكات منظمة لتهريب مختلف أصناف الأدوية و في مقدمتها القرقوبي نحو المغرب و هو ما يفسر رقم المعاملات الضخم و المبالغ فيه للعديد من الممارسين نتيجة عمليات تداول كميات كبيرة من الأدوية بتصاريح مزورة خارج القنوات الرسمية ووصول نسبة هامة منها إلى شبكات الجريمة المنظمة. و سبق لجريدة العلم أن نبهت في أكثر من مناسبة الى العواقب الصحية و الاجتماعية الوخيمة التي يشكلها تسريب و تداول الأدوية الخطيرة المهربة من الجزائر على نطاق واسع بين الشباب المغربي في مختلف المدن المغربية وتوقفت عند الجهود المضنية التي تبذلها المصالح الأمنية لتفكيك شبكات دولية تنشط في مجال التهريب الدولي للأقراص الطبية المخدرة في ضوء العديد من التقارير والدراسات التي دقت ناقوس الخطر من استفحال ظاهرة ترويج و تعاطي الأقراص الطبية المهلوسة التي تستعمل عادة لعلاج بعض الأعراض النفسية و لا تصرف للمريض إلا في مقابل وصفة طبية موثقة . وكان رئيس نقابة الصيادلة الخواص بمنطقة الغرب الجزائري قد عزا استفحال ظاهرة المتاجرة بالأقراص المهلوسة من طرف صيادلة جزائريين الى الخلل المسجل على مستوى النصوص المؤطرة لنشاط توزيع و بيع الأدوية بالقطر الجزائري . و يمثل استيراد المستحضرات الدوائية الموجهة للعلاج النفسي و العقلي رقم أعمال خيالي بالجزائر يتجاوز الملايير سنويا . و تطلع شبكة متعددة الخيوط بإعداد مخازن خاصة لاستقبال الأقراص الطبية قبل إعادة توزيعها و توجه حصة الأسد منها نحو الحدود المغربية أين يتم تسريبها داخل السلع المهربة . وتحدثت تقارير جمعوية و أمنية مغربية عن ما لا يقل عن 200 ألف قرص مهلوس ( قرقوبي ) توزع سنويا بين الشباب المغربي المستدرج الى عالم الادمان عبر أساليب متعددة و خاصة في الأوساط التلمذية ، وهو ما أسفر عن تعدد حالات العنف و العود الى الجريمة بفعل التأثير الخطير لهذه المستحضرات على الصحة العقلية و السلوك النفسي و الاجتماعي للمدمنين .