فشلت مظاهرة دعا إليها انفصاليو الداخل بالعيون، وكانت العناصر المرتبطة بالبوليساريو قد دعت إلى تظاهرة ضخمة أول أمس الإثنين، ولم يتمكنوا سوى من تحريك بضعة نساء ومجموعة أطفال هنا وهناك بشارع المسيرة وزنقة المامون وساحة الدشيرة، وقام هؤلاء الأطفال برشق القوات العمومية بالحجارة ورشق المارة والسيارات حيث أصيب بعض المواطنين بإصابات طفيفة. وحسب ما وقفت عليه "النهار المغربية" فإن المشاركين في إحداث الشغب لم يكونوا سوى أطفال لا تتعدى أعمار كبيرهم الست عشرة سنة، مما جعل أحد الشيوخ الصحراويين يعلق على الموضوع قائلا إن هؤلاء ليس لهم حتى التكليف القانوني وحتى لو تم الاستفتاء فإنه ليس لهم حق الإدلاء بصوتهم فعن أي مصير يتحدثون؟ وعاد المشاغبون ليلا لإحداث الفوضى حيث رشقوا قوات حفظ النظام والمواطنين بالحجارة وأشعلوا النار في بعض الإطارات المطاطية لكن لم يتم تسجيل أي خسار تذكر. ووفق مصادر محلية فإن هناك استغلالا بشعا للأطفال بمدينة العيون حيث يتم توظيفهم في إحداث الشغب، ولكل شيء ثمنه يقول مصدرنا، فالرشق بالحجارة يصل في حدوده الدنيا 20 درهما ورفع أعلام البوليساريو يصل إلى 100 درهم وكذلك الكتابة على الجدران. وتنحصر أحداث الشغب في المواقع المذكورة، وبعد الخروج إلى شارع مكة تلحظ الحياة العادية للمواطنين، وفي الغالب يقفون ليتفرجوا على مشاهد مضحكة مثل خروج طفل يحمل راية البوليساريو في شارع المسيرة الذي يتقاطع مع شارع مكة لكن لم يتبعه أحد فدخل أحد الأزقة دون أن يمسه أحد عكس ادعاءات الإعلام الانفصالي والمواقع المؤيدة له. وأكد مسؤول حزبي بمدينة العيون على اطلاع بخريطة وجود الانفصاليين بالمدينة أن هناك بعض الأشخاص الذين هم عبارة عن خلايا تتلقى تحويلات هائلة من الخارج قصد توظيفها في هذه الأحداث وشاهدنا أربعة شبان يمتطون سيارة رباعية الدفع ويرفعون العلم الانفصالي مما دفع المسؤول الحزبي الذي رافقنا في جولة بالمدينة ليتساءل عن مصدر الأموال التي تم بها شراء السيارة المذكورة؟ إلى ذلك قال أحمد الخريف، نائب رئيس المجلس البلدي للعيون في لقاء مع الصحافة صباح أمس الثلاثاء، إن الشيوخ والأعيان والمسؤولين يتصلون بالمشاغبين عن طريق العائلات والقبائل في محاولة لعودتهم إلى رشدهم. ودعا الخريف الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى تغيير الخطاب حول الصحراء ونهج أسلوب جديد لأن القضية عرفت تطورات لم تكن مطروحة في السابق خصوصا بعد تدويل الموضوع، وحمل المسؤولية للأحزاب السياسية، الكبيرة منها والصغيرة، التي حسب قوله لم تقم بما ينبغي القيام به في الشأن الصحراوي. وأشار إلى أن الوقت ليس وقت محاسبة وحساب وعتاب يتم تبادله بين الفاعلين في الصحراء من دولة وأحزاب ومؤسسات ولكن الوقت يتطلب وضع استراتيجية واضحة ومدروسة يتحمل فيها الكل مسؤوليته التاريخية في معالجة الواقع، داعيا حزب العدالة والتنمية باعتباره الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي إلى المبادرة في قضية الصحراء لا أن يبقى تابعا لمبادرات الأحزاب الأخرى. وأضاف الخريف أنه رغم المؤشرات التنموية الإيجابية والتوسع العمراني فإننا ما زلنا نتطلع للأحسن والأفضل ومزيد من العناية خصوصا وأن نسبة البطالة في المنطقة تفوق ما هي عليه في المدن الأخرى. وكشف الخريف عن معضلة كبيرة عندما قال إن حوالي خمسة آلاف شركة بالمناطق الصحراوية لا تعمل بالصحراء ولكن فقط تتخذ لها من الصحراء عنوانا حتى تتفادى أداء الضرائب.