زعمت وكالة الأنباء الفرنسية في تغطية لها من الرباط أن محمد ديحاني، الذي تم تخفيض الحكم الصادر في حقه إلى ست سنوات، هو معتقل صحراوي، مع العلم أنه محكوم في قضايا الإرهاب، وقد دخلت الوكالة في سلسلة التحرش بالمغرب، لكن ناسية أنها بهذا السلوك تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية كما تدعم الحركات الإرهابية بالصحراء والساحل، والتي تضررت منها المصالح الفرنسية نفسها حيث دخلت في حرب مع تنظيم القاعدة في شمال مالي، وكل التقارير تؤكد أن البوليساريو متورطة في الحرب المذكورة من خلال تحالفها مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومع عصابات التهريب والخطف. كيف حولت وكالة تبث أخبارها في أنحاء المعمور معتقلا إرهابيا إلى ناشط صحراوي؟ ومتى خالفت الوكالة السياسة الخارجية الفرنسية حتى تخالفها هنا؟ ما لا تريد الوكالة قوله هو إن ديحاني معتقل في قضايا الإرهاب، وعكس هذه المزاعم والادعاءات فإن ديحاني تم اعتقاله يوم 29 نونبر من سنة 2010 بالعيون من طرف مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت المراقبة الفعلية للنيابة العامة (مسطرة عدد 296/ الفرقة الوطنية للشرطة القضائية) والذي وُضع رهن الاعتقال بسجن سلا، وتم الحكم عليه بتاريخ 27 نونبر من سنة 2011، بالسجن 10 سنوات من أجل تكوين عصابة إجرامية تهدف إلى التحضير وارتكاب أفعال إجرامية إرهابية، والمساس بالنظام العام والانتماء إلى منظمة دينية غير معترف بها. ولم تذكر الوكالة الخلفيات التي جرت ديحاني إلى الاعتقال، حيث أنه وفي إطار أهدافه الإرهابية، قام بربط علاقات عملياتية مع تنظيمات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالجزائر بهدف ضمان الدعم اللوجستيكي اللازم، كما فكر في كراء مخبإ بالعيون ليكون بمثابة مشتل لصناعة العبوات الناسفة على خلفية تركيبات استقاها من الإنترنيت، وذلك في انتظار التحضير لارتكاب أعمال إرهابية بالمملكة، خصوصا ضد المصالح الغربية، ومصالح الأمن والقطاعات الحيوية للاقتصاد الوطني. حيث تم التخطيط للقيام بأعمال إرهابية بواسطة أجهزة ناسفة وجعل نصب عينيه ضرب الحزام الموصل للفوسفاط الرابط بين منجم بوكراع بالعيون وكذا ميناء هذه المدينة، ومقهى - فندق "نَگجيرْ" الكائن بفم الواد بالعيون، الذي يتردد عليه السياح الغربيون. والهجوم، بواسطة الأسلحة النارية، على سجن العيون، بهدف تحرير المعتقلين المحسوبين على "البوليساريو". والتصفية الجسدية لضابطين في صفوف الشرطة بجنوب المملكة والذي كان محمد ديحاني يحوز صورا لهما. كما قام ديحاني بالتنسيق مع إرهابيين دوليين لضرب أهداف خارج المغرب فقد قاموا بالتحضير لأعمال إرهابية بإيطاليا، خاصة ضد الأديب والصحافي المصري مجدي علاّم (المعروف بمقالاته المعادية للإسلام)، والبابا السابق بونوا 16، ومطعم "ماك دونالد" بروما، وكذا كارفيري لاَمُوبِي" الرابط بين "پْيُوم بينو وليل ديلْبا (الذي يتردد عليه السياح الأوروبيون والأمريكيون خلال الفترة الصيفية). ومما يؤكد الصبغة الدولية لمخططات ديحاني الإرهابية هو أن أحد العناصر المعتقل في هذه الخلية يمني الجنسية أثبتت التحقيقات التي جرت في اليمن انتماءه لتنظيم القاعدة. لمصلحة من تقدم الوكالة الفرنسية الخبر بهذه الصيغة إن لم يكن لمصلحة البوليساريو التي تقول جميع التقارير إنها ملجأ آمن للإرهابيين وحليف متميز لهم؟