يقال إن ملة الكفر واحدة، وأن الخيانة لا لون لها والتبعية مرض عضال قد يصيب المرء في مقتله، وحين يتعلق الأمر بالوطن تصبح الخيانة عارا وجريمة، وانتكاسة حقيقية لا تحتمل حلا وسطا، وكما كان الأمر مع علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الذي لجأ إلى أسلوب التحريف والتزوير لتشويه صورة المغرب، ونشر ما وصفه شهادات صادمة روتها نساء من العيون تم تعنيفهن من قبل الأمن المغربي، نهج بوبكر الجامعي الذي منح خدماته منذ زمن بعيد لجهات اختارت نصب العداء لكل ما هو مغربي، نفس النهج، وقرر أيضا بث شريط فيديو مشكوك في صحته على موقع لكم الفرنسي، الذي تعود منذ سنوات على نشر الأخبار الزائفة فقط للتشويش على التجربة الديمقراطية للمغرب. لكن الجريمة المهنية التي ارتكبها الجامعي أنه نشر متأخرا هذه الشهادات ووضع فيها تاريخ 23 مارس، لقد أثبتت كثير من الأدلة والوقائع أن الشهادات التي سبق أن نشرها موقع "ميزرات"، التابع لحركة كوديسا التي تديرها أمينتو حيدر، وتسترزق من ورائها لدى بعض المنظمات الأمريكية التي تعرضت لمؤامرة كبيرة، ولأن الكذب حبله قصير كان لابد من الاستعانة بمواقع أخرى تنشر نفس الشهادات التي غالبا ما يتم استغلالها دوليا لكسب بعض العطف والود وكثير من المساعدات المالية. وكما كان الشأن بالنسبة لأنوزلا فقد كشف الجامعي بدوره عن مستوى فكري هزيل وغباء إعلامي جعله لا يميز بين الصالح والطالح، ولا يقدر على تقدير الأمور بشكل يمنحها صدقيتها، لذلك برزت الشهادات وكأنها نشاز. ما يؤكد على غباء الجامعي ومعه أنوزلا أنهما ربطا بين هذه الأحداث وبين زيارة روس، وأعتقد أن الأمن المغربي ليس هاويا ليمنح الانفصاليين فرصة ذهبية، يمكن استغلالها ضد المغرب، لذلك ظهر الشريط فارغا وظهر من يروجون له وكأنهم تلاميذ فاشلون بالكاد يتعلمون أبجديات العمل الصحفي. لقد تعودنا من الجامعي وأنوزلا تحريف الحقيقة لأسباب يعرفها الجميع، لكننا لم نكن نتوقع أن يصل بهما الحقد إلى درجة نشر معطيات لا أساس لها من الصحة، بل إن موقع شبكة ميزرات التي تشتغل لدى المخابرات الجزائرية تعمل على نشر كل ما يمس بسمعة المغرب ومصداقيته لدى المنتظم الدولي. ولأن حبل الكذب قصير فإن كل الأسماء التي أوردها الموقع المذكور، وتبعه فيها أنوزلا لا وجود لها إلا في مخيلة الانفصاليين الذين حاولوا استغلال زيارة كريستوفر روس للعيون والداخلة لافتعال مظاهرات وهمية وتقديم شهادات غير حقيقية، لكن السحر انطلى على الساحر، ولم تتمكن المدعيات من تقديم ما يفيد أنهن تعرضن للإهانة والسحل والتحرش الجنسي، خصوصا أن مثل هذه الاتهامات تحتاج إلى أدلة حقيقية وليس صورا مفبركة، يمكن أن تنطلي على الأغبياء والقاصرين فكريا وليس على العقلاء الذين يفهمون سياق هذه الخرجات الإعلامية والمغزى منها. إن الطريقة التي اعتمدها الموقع الذي نقل عنه أنوزلا الخبر، ومن بعده الجامعي، وكيفية تقديم الشهادات تؤكد وجود نية مبيتة، وسوء نية في التعامل مع الخبر، والسؤال الغريب هو لماذا انتظر أنوزلا خمسة أيام ليكتب عن أحداث وقعت يوم السبت الماضي، وهل كان ينتظر الضوء الأخضر من أسياده حتى يظهر وكأن الأحداث آنية، ويتم استغلالها إعلاميا من قبل أعداء المغرب، أم إن المفاوضات التي تسبق النشر هي التي أخرت نشر المقال، أسئلة ننتظر أن يجيب عنها أنوزلا لأنه الوحيد الذي يعرف خبايا علاقته مع المخابرات الجزائرية وجلادي مخيمات تندوف.