تحول اجتماع المجلس الوطني للتجمع الوطني للأحرار الذي انعقد، أول أمس السبت، بالصخيرات إلى فضاء للملاكمة، وتبادل السب والشتم بين المؤتمرين، بعدما وصفت فاطمة الليلي عضو المكتب السياسي والنائبة البرلمانية، بعض المؤتمرين بالبلطجية، بسبب منعها من إكمال مداخلتها بدعوى تجاوز الوقت المسموح به، وقالت مصادر من داخل المجلس الوطني، إن تجمعيون من الدارالبيضاء انتفضوا بعد سماع كلمة "بلطجية" بدعوى أن الكلام موجه لهم، حيث كادوا يعتدون على البرلمانية، قبل أن يتدخل مناصرون لها، وكادت الأمور تتحول إلى ما هو أسوء بسبب تبادل الاتهامات والسباب بين الفريقين، وأوضحت المصادر أن رئيس الحزب صلاح الدين مزوار وقف عاجزا أمام هول الصدمة، ولم يتمكن من إخماد فتيل الصراع الذي تحول إلى مشاداة كلامية وتشابك بالأيدي. وهدد تجمعيون غاضبون بنسف أشغال المؤتمر ما لم يتخذ مزوار خطوة إيجابية لرد الاعتبار لمن وصفتهم عضوة المكتب السياسي ب"البلطجة"، لكن مزوار لم يتمكن من التدخل، حيث بدا ضعيفا في مواجهة الغاضبين الذين رفعوا شعارات معادية داخل قاعة المؤتمر. وكانت البرلمانية الليلي بصدد عرض مداخلتها أثناء أشغال المؤتمر حين بدأت جماعة من الحاضرين في ضرب الطاولات احتجاجا على تجاوز الوقت المسموح، وهو ما أثار غضب الليلي التي وصفتهم بالبلطجية، ورفض أعضاء المجلس الوطني استكمال أشغال الاجتماع ما لم تعتذر النائبة البرلمانية، التي ظلت متمسكة بموقفها، وهو الأمر الذي أحرج مزوار، وأدى إلى اتهامه بالعجز وعدم القدرة على تسيير الاجتماع، وبعد مفاوضات وصفت بالمارطونية تم إقناع البرلمانية الليلي بالاعتذار عما بذر منها. ولم يخل اجتماع المجلس الوطني من مشادات كلامية واتهامات للمكتب السياسي، بالضعف وعدم الانسجام، كما اتهم بعض المتدخلين مزوار بالانفراد بالقرار، وأوضحت المصادر ذاتها أن الاجتماع عرف أيضا ملاسنات بين مزوار وبعض أعضاء مكتبه السياسي، بسبب مطالب بكشف أسماء أعضاء المكتب السياسي، مضيفة أن مزوار قرر تسيير النقاش لبعض الوقت في إشارة إلى أنه صاحب القرار الأول والأخير. ووجد مزوار نفسه محاطا بكثير من الأسئلة التي تتعلق بمستقبل الحزب، ومآل الحركة التصحيحية، وقالت المصادر إن رئيس التجمع لم يكن يملك الإجابات الواضحة عن جملة من القضايا التي تهم الحزب، حيث فضل الاختباء وراء مهاجمة حكومة بنكيران، ومحاولة بعث الحماس في التجمعيين، حيث وجه سيلا من الاتهامات لحكومة بنكيران.