قالت مصادر مطلعة إن الخسائر المالية التي يحصدها المغرب من حوادث السير تبلغ سنويا أكثر من 115 مليار سنتيم . واستنادا الى تقارير المنظمة العالمية للصحة فإن حوادث السير بالمغرب تكلف الاقتصاد المغربي سنويا ما يفوق 11.5 مليار درهم أي ما يعادل 115 مليار سنتيم، وما يعادل كذلك نسبة اثنين (%2) في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام الوطني، هذا بالإضافة الى العدد الكبير من الضحايا الموزعين بين القتلى والجرحى والمعطوبين في حالات خطيرة تتفاوت فيها درجة العجز البدني، وذلك على الرغم من أن حظيرة المغرب من العربات تبقى منخفضة في معدلها مقارنة بالدول الأخرى، حيث لا تتعدى ثلاثة ملايين عربة. وبغض النظر عن المأساة الإنسانية التي تتعرض لها آلاف الأسر كل عام في المغرب، فإن حوادث الطرق تؤثر سلبا أيضا على الاقتصاد الوطني وتعيق التنمية. وبارتفاع عدد ضحايا حوادث السير الذين فاقت حصيلة الموتى منهم في 2012 أربعة ألاف قتيل وبالضبط (4055) وبارتفاع الخسائر السوسيو- اقتصادية إلى 115 مليار سنتيم دخل المغرب في لائحة البلدان الأخطر عالميا في حرب الطرق وانعدام السلامة الطرقية خصوصا مع غياب استراتيجية واضحة المعالم للحد من حوادث السير داخل البلاد، اللهم التخطيط لبرنامج رصد الرادارات من طرف شركة خاصة بداية من مارس المقبل بهدف الحد من هذه الحوادث ارتباطا بالوقوف على مخالفي قوانين السير المحددة في السرعة والتجاوز المعيب في الطرقات وداخل المدارات الطرقية بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وفاس وأكادير ومراكش وطنجة. وفي الوقت الذي تم فيه تسجيل قرابة ثمانية وستين ألف حادثة سير في عام واحد موزعة ما بين الطرق الوطنية والطرق السيارة وداخل المدارات الحضرية والقروية، 3434 منها قاتلة، تحدثت العديد من المصادر عن أن حوادث السير وارتفاعها لا يعود بالأساس إلى الأسباب البشرية المتعلقة بانعدام احترام قوانين السير وإنما يرجع في نسبة كبيرة منه إلى الحالة التي توجد عليها الطرقات وعلامات التشوير وإلى التجهيز والبني التحتية المتعلقة بالطرق بصفة عامة، وهي البنى التي تعود فيها المسؤولية الأولى والأخيرة إلى وزارة النقل والتجهيز التي يرجع لها المسؤولية كذلك في الحالة الميكانيكية للعديد من العربات فيما يتعلق بالصيانة والفحص التقني اللذين يتم تجاوزهما بغياب استراتيجية واضحة المعالم للوزارة الوصية في هذا الباب من أجل ردع المخالفين من السائقين والفاحصين التقنيين. وخلد المغرب أمس اليوم الوطني للسلامة الطرقية على إيقاع تسجيل اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير ل 4055 قتيلا و11 ألفا و791 مصابا بجروح خطيرة و89 ألفا و317 مصابا بجروح طفيفة في الفترة بين دجنبر 2011 ودجنبر 2012. وكانت أكثر حوادث السير إثارة تلك التي سجلت خلال العام الماضي وخلفت مقتل 43 شخصا إثر سقوط حافلة مباشرة بعد عبورها منحدر "تيزين تيشكا" الذي يقع على ارتفاع 2300 متر. ويبقى التحدي الرئيسي في تغيير عقليات وسلوك مستخدمي الطرق، ومع ذلك، لا يجب إغفال حالة البنيات التحتية للطرق التي تبعث على الأسف في بعض مناطق المغرب.