قرر وزير الصحة الحسين الوردي ووزير التعليم محمد الوفا مراقبة الشهادات الطبية الممنوحة لرجال التعليم بعدما تبين أن هذه الشهادات كانت سببا في ضياع المئات من أيام العمل وتهديد الزمن المدرسي حيث أصبح بعضها يسلم بدون القيام بالإجراءات الطبية اللازمة قبل تسليم هذه الشهادات. وفي هذا الإطار دعا وزير التعليم محمد الوفا، أول أمس، في كلمة وجهها إلى الأطباء والطبيبات خلال لقاء وطني حول الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، إلى رجوعهم إلى المسؤولية الإنسانية للطبيب وإلى قسَم أبي قراط الذي أقسموا به قبل الشروع في مزاولة مهنة الطب، قال "أدعو الطبيب والطبيبة إلى الرجوع إلى المسؤولية الإنسانية ديالهم وإلى القسم دْيَالهم وعدم تسليم الشهادات الطبية التي تضر بالإدارة المغربية"، معتبرا أن صحة المغاربة ومصير إنتاجية الدولة والإدارة في أيدي الأطباء وأضاف الوفا أن الحكومة ستنفذ مجموعة من القرارات الصارمة مهما كلفها الثمن. من جهته، قدم الحسين الوردي وزير الصحة صورة سوداء وقاتمة عن واقع المدارس وأكد في حضور، محمد الوفا وزير التربية والتعليم، أن فضاءات المؤسسات التعليمية بالمغرب والجامعات تعج بالمخدرات والحشيش والعنف، والكثير من الطلبة والتلاميذ يعانون من الاضطرابات النفسية دون أن يستثني التلميذات والطالبات اللواتي اتهمهن أيضا باستهلاك المخدرات والاضطرابات النفسية والعنف بهذه الفضاءات. وقال الحسين الوردي "تبين الدراسات الميدانية التي أنجزتها وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أن نسبة عالية من هذه الفئة إناثا وذكورا يتعاطون للتدخين وتناول المخدرات وتفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها". وقال الحسين الوردي إن شريحة التلاميذ وخاصة اليافعين منهم والشباب تمثل ثلث الساكنة وتشكل بذلك الفئة الأكثر هشاشة بسبب تعرضها للتغييرات البيئية والنفسية والتطورات السوسيو اقتصادية التي يمكن أن تؤثر سلبا في مستقبلها الدراسي. وأشار الوردي إلى أن وزارة الصحة وجميع الشركاء والمتدخلين في استرتيجية وطنية في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب ترتكز على عدد من المحاور والإجراءات. ووعد الوردي بخلق فضاءات الصحة للشباب بعدد من الأقاليم والعمالات واقتناء أجهزة طبية وتقنية جد متطورة للفحوصات الطبية خاصة بالعالم القروي والمناطق النائية. كما وضع سقفا زمنيا حدده في خمس سنوات لخطة العمل المشتركة بين القطاعات والمتدخلين في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب.