كشفت جماعة العدل والإحسان عن وجهها الحقيقي بعد شهور من المداراة والتخفي، ونفى مسؤوليتها فيما يقع من أحداث في عدة مدن مغربية آخرها ما وقع في مراكش ليلة رأس السنة الميلادية، وفضح بيان نشره موقع الجماعة عن أحداث عرفتها مدينة فكيك في دجنبر الماضي توجهات الجماعة وخططها الرامية إلى تأجيج الشارع المغربي، رغم أن بيانها ربطته بغلاء الأسعار الذي يعتبر مؤشرا طبيعيا، ولا يستدعي كل ما جاء في البيان الذي وصف انتفاضة سكان فكيك بالبطولة والنضال، بل وأشادت الجماعة بحضور أعضائها الوازن، والذي كان واضحا للعيان لتؤكد أن أعضاءها شاركوا بصفاتهم المهنية مدعية أنها أسست من أول يوم لنصرة المظلومين والمستضعفين في كل زمان ومكان، وهو كذب وتحريف، لأن مشاركة الجماعة في الحركات الاجتماعية ليست سوى تمويه لأهداف أخرى أكثر خطورة، لعل من بينها إثارة النعرات وخلق الفتن، وحمل المواطنين على العصيان، وهو ما لم تنجح فيه الجماعة رغم الشحن والتهييج الذي تقوم به، كما حصل في مدينة مراكش من أحداث استنكرها السكان، واعتبروا من ارتكبوها لا علاقة لهم بالمنطقة ولا بالمدينة ككل . لقد أشادت العدل والإحسان بما أسمته النضال البطولي لساكنة فكيك وتثمينها لسلمية الاحتجاجات، وهي التي تتمنى في قرارة نفسها، أن تسود الفوضى والرعب، وأن تركب على كل حدث لتحقيق مآربها من هذا الوطن، وتحقيق حلم زعيمها الراحل عبد السلام ياسين الذي ظل في كل مرة يبشر بالقومة، وكلما فشلت الجماعة في الركوب على الأحداث، عادت للتوارى إلى الوراء تماما كما حدث حين خرجت في مظاهرات حركة 20 فبراير، وحين تبين لها أن الحركة لن تسعفها في مبتغاها خرجت من نصف الطريق، وبدأت تخطط لأشياء أخرى ظهرت مؤشراتها في مراكش، وإن حاولت جماعة ياسين نفي صلتها بما وقع، إلا أن الوقائع والأحداث فضحت وجهها القبيح، وأياديها الملطخة، والتي تكاد تنزع من جسد الجماعة لتضرب بها كل مغربي رفض الرضوخ لمطالبها، وأذعن لمتطلباتها، ليتأكد بالواضح أن العدل والإحسان ماضية في تجييش السكان عبر ادعاءات واهية ولا أساس لها من الصحة، خصوصا وهي تؤكد استمرارها في المشاركة في جميع مظاهر الاحتجاج التي تتحول إلى عنف موجه ضد مصالح الدولة، والممتلكات العامة وضد المواطنين الأبرياء العزل الذين يذهبون ضحية تزييف خطير للواقع وتشويه للمعطيات، وهي الطريقة التي تتبعها الجماعة لحشد الدعم لمشروعها التخريبي، الذي هو جزء من القومة التي ظل يبشر بها عبد السلام ياسين لثلاثة عقود دون أن تتحقق.