"الشيباني صهر الراحل ياسين ينسق مع شباب حركة 20 فبراير ويبشرهم بقرب "الهبة الثانية" لإسقاط الاستبداد"، تحت هذا العنوان نشرت إحدى الصحف الرقمية تغطية للحفل التأبيني الذي نظمته شبيبة العدل والإحسان مساء الجمعة الماضي بمدينة الدارالبيضاء واستدعت له بعض الشبيبات الإسلامية والحزبية وشبابا من حركة 20 فبراير. لم يعد الشيباني يجد موضوعا يزايد به على رفاقه في الجماعة سوى حركة 20 فبراير، ورغم أنه مدحها فإنه وجه لها الشتيمة في الوقت نفسه، فعندما يبشرها بالهبة الثانية فإنه يريد أن يقول للشباب الفبرايري "ما فيدكومش" لأنه لما خرجت الجماعة من الحراك الشبابي تراجع بريقه، وبالتالي فهو يقترح نفسه كمنقذ من ضلال التيه الذي تعيشه حركة 20 فبراير والتي لم تعد تستطيع جمع سوى بضع عشرات من الأفراد. لكن عبد الله الشيباني، الذي مازال مصدوما بموت صهره ومصدوما بالصراعات الموجودة داخل قيادة الجماعة، لم يستوعب أن حركة 20 فبراير دخلت في التراث والتاريخ ولم تبق واقعا حيا لأن بضع عشرات لا يمثلون حقيقة الواقع المغربي الذي اقتنع بجدية التحولات التي عرفها المغرب، وأن الاتجاه العام ينبغي أن ينصب على تحصين المكتسبات المهددة حاليا من قبل حكومة العدالة والتنمية، وأن حركة 20 فبراير لم تعد إلا ملجأ لشيوخ ومتقاعدي النضال الذين لم يعد لهم أي شغل وأي دور يلعبونه في المجتمع. ومن لا يعرف طبيعة الخرجات التصعيدية لعبد الله الشيباني نذكره بأن الرجل يعاني من جرح عميق ويبحث له عن بلسم في الشتيمة وفي تصعيد الخطاب، لكن كبسولات الدواء فارغة لأن مضمون الخطاب فارغ تماما وهو المعروف وسط الجماعة قبل غيرها بأنه لا يكاد يبين ولا يتوفر على قدرات معرفية وتنظيمية. وفاقد الشيء لا يعطيه، فماذا سيعطي لحركة 20 فبراير؟ إنه يريد فقط معالجة الجرح الذي تسببت فيه زوجته ندية ياسين عندما سافرت إلى أثينا رفقة عشيقها السليماني وقضت أياما هناك في حضنه. ويتشابه خطابها بخطابه فهي عندما انفضحت قالت إذا لم تسكتوا سأعود إلى قناعاتي الجمهورية التي وضعتها في الثلاجة بعد أن ثبت أنها تخالف توجهات الخلافة التي يؤمن بها مؤسس الجماعة. ويريد الشيباني أن يغطي على هجومات أشبال العدل والإحسان وتيار المثقفين بقيادة عبد العالي مجذوب، وهو الذي تلقى أوصافا قبيحة بعد وفاة صهره ونعتوه بالمتآمر مع مجلس الانحراف، أي الإرشاد والشورى، ووصفوه بالعاق لصهره ومرشده، وأصبحت هذه التوجهات حقيقة تعتمل داخل الجماعة وليست وهما كما كانوا يصورون، وبالتالي الجماعة ستكون أمام معضلة لملمة شتاتها بدل الانصياع وراء رغبات الشيباني. وأصر الشيباني على وصف صهره بالإمام المجدد، والحقيقة أن عبد السلام ياسين رحمه الله ليس له باع في التجديد الديني بقدر ما هو ناقل لما أنتجه السابقون له وإعادة صياغته بأسلوب جديد، وبالتالي يمكن وصفه بالمثقف الإسلامي أما صفة الإمام المجدد فهي كبيرة جدا عنه. وإذا كان الشيباني يريد أن يحارب الفساد فليبدأ من باب بيته أولا قبل أن ينطلق إلى المجتمع وفي ذلك مداواة لجراحه وحتى عقبة المرشد لم تعد موجودة فما عليه سوى اتخاذ القرار.