تظاهرت أكثر من 350 امرأة ضحايا العنف٬ أول أمس السبت بالرباط٬ للمطالبة بإصلاح القانون الجنائي. وشكلت هذه المجموعة من النساء٬ من مختلف جهات المغرب ومن مختلف الأعمار والمستويات التعليمية، سلسلة بشرية للمطالبة بتشريع كفيل بحمايتهن من التمييز والعنف. وتوخت هذه القافلة البشرية ٬ المنظمة بمبادرة من تحالف "ربيع الكرامة" ٬ توجيه "رسالة لرئيس مجلس النواب ووزارة العدل والحريات" تطالب فيها "بتغيير شامل وجذري للقانون الجنائي يأخذ في عين الاعتبار المطالب المشروعة للحركة النسائية". وأوضحت منسقة تحالف "ربيع الكرامة" أسماء مهدي٬ أن التحالف ينظم هذه السلسلة البشرية "لإثارة انتباه صناع القرار الى القوانين التمييزية ضد النساء٬ وذلك في سياق إصلاح العدالة الجنائية". من جهتها ٬ قالت الرئيسة الوطنية للجمعية الديمقراطية لنساء المغرب أمينة لطفي أن الهدف من هذه السلسلة هو "إصلاح القانون الجنائي وتحسيس الحكومة والبرلمان بأهمية العمل على تغيير شامل يقوم على حقوق المرأة والمقتضيات الجديدة للدستور". ودعت وزيرة التنمية الاجتماعية والمرأة والتضامن السابقة نزهة الصقلي إلى "ضرورة تسريع السياسات العمومية في مجال محاربة العنف ضد النساء"٬ مضيفة أنه يتم حاليا "الارتكاز على الدستور الجديد الذي يقر المساواة بين الرجال والنساء". وتأتي هذه التظاهرة في سياق الحملة الدولية لمناهضة كافة أشكال العنف الممارس ضد النساء٬ وكذا تخليدا لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يتزامن مع 25 نونبر من كل سنة. ويتألف تحالف "ربيع الكرامة" من نحو 22 جمعية نسائية غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق النساء وتعزيزها وتدعو إلى تغيير شامل للتشريعات الجنائية. وكان التحالف قد عقد يوم الجمعة ندوة صحافية لتسليط الضوء على برنامج وأهداف هذه "السلسلة البشرية" ٬حيث تم التأكيد على أن اختيار ربيع الكرامة لأسلوب السلسلة البشرية يراد منه بالأساس التعبير عن مطالب النساء ضحايا العنف٬ خاصة على خلفية "تشريع جنائي فقد دلالاته وصار في أمس الحاجة إلى التعديل ليصير منسجما مع دستور المملكة الجديد". على إثر الإتهامات التي وجهها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى الفعاليات والحركات النسائية بالمغرب المتمثلة في التحامهن ضد الحكومة الإسلامية عكس الحكومات السابقة، خرجت الحركات النسائية، يوم السبت (08 دجنبر 2012) إلى شوارع الرباط، لرد على اتهامات "بنكيران"، بالتنديد بالحكرة والتحرش والإستغلال الجنسي للنساء. يذكر أن الوقفة النسائية، عرفت حضور أسماء نسائية وزانة، ك رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة "فوزية العسولي"، والناشطة في الحقل النسائي "عائشة الشنة" وكذلك "نزهة كفوف" العضوة السابقة في اللجنة الملكية المكلفة بتعديل مدونة الأحوال الشخصية، ونزهة الصقلي وزيرة الأسرة والتضامن السابقة، بالإضافة إلى وزاء سابقون وكذلك حضور شخصيات فنية ومسرحية وصحفية. كما طالبت المحتجات الحكومة بتحقيق المساواة والحق في العيش الكريم وتعديل قانون إنصاف النساء، ووضع حد للتزويج القسري للقاصرات.