كشف الحوار الذي أجرته جريدة "النهار الجديد" الجزائرية مع زعيم الانفصاليين عبد العزيز المراكشي، عن الوجه الحقيقي والبشع للنظام الجزائري، وإصراره الدفين على إطالة أمد الصراع في الصحراء المغربية، وعدم قدرته على تجاوز أحقاد الماضي، فتم استغلال زعيم الانفصاليين لترويج مغالطات باسمه، يعرف العالم أجمع أنه لا مكان لها في الواقع السياسي والجغرافي للمنطقة، التي تصر الجزائر على تحويلها إلى منطقة ملغومة، تتحكم في جزء منها عصابات تهريب المخدرات والسلاح والبشر. الحوار الذي ستبثه "قناة النهار" في وقت لاحق، لم يحمل فقط الكثير من المغالطات والأكاذيب، بل كال اتهامات مجانية للمغرب، على لسان أحد المرتزقة المأجورين والذي يعرف الجميع أن كل مشاريعه الاقتصادية توجد في الجزائر، وبالتالي لا يمكن أن يقول إلا مثل ذلك الكلام، أكثر من ذلك أن الجزائر تريد تغطية الشمس بالغربال، خصوصا أنها الدولة الوحيدة التي مازالت تعارض أي تدخل عسكري في شمال مالي، لأن ذلك سيعري واقعا مريرا تعيشه المنطقة، بسبب تنامي أعمال الإرهاب والتهريب بكل أشكاله، وضلوع مرتزقة البوليساريو في مثل هذه الأعمال أصبح حقيقة وواقعا تصلى ناره شعوب المنطقة. لقد أجمع الباحثون والمهتمون على أن الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إلى المنطقة، فضحت الدور الجزائري في الصراع الدائر حول الصحراء المغربية، كما فضحت الزيارة حقيقة الانفصاليين الذي يدعمون الإرهابيين في مالي، ويسهلون تهريب السلاح ويشاركون في عمليات خطف الرهائن، كما أن الجزائر اتضح تأثيرها المباشر على الوضع السياسي والأمني في مخيمات العار، ولأن الجزائر قلقة من أي انفرلج سياسي قد يحدث في المنطقة، فإنها تحاول بأي شكل من الأشكال رفع درجات التوثر عبر تصريحات تحمل الكثير من الأكاذيب والمغالطات، والتي يبقى الهدف من ورائها استفزاز الجانب المغربي، الذي عبر في أكثر من مرة عن رغبته في فتح الحدود المغربية الجزائرية، واضعا الطرف الآخر أمام مسؤولياته التاريخية والسياسية. إن استضافة زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز من قبل قناة مخابراتية، تمول بأموال النظام، يكشف الأزمة الداخلية التي يعيشها هذا النظام العسكري، بسبب علاقاته غير الواضحة مع الفصائل المالية المتصارعة، إذ يسعى هذا النظام إلى تحوير النقاش، من خلال اتهام المغرب بتحويل أموال المخدرات إلى التنظيمات الإرهابية شمال مالي ومنطقة الساحل، وهو نقاش عقيم وغير ذي جدوى يوضح بجلاء أن النظام الجزائري المخابراتي يعيش حالة قلق دائم، وبات فاقدا لبوصلة التحكم في الأحداث، لذلك لم يجد غير التابع عبد العزيز لنشر سمومه، ومحاولة تزييف الواقع الذي وقف عليه كريستوفر روس وعبر عنه صراحة في كثير من المناسبات، كما وقفت عليه كثير من المنظمات الدولية المحايدة، والتي أكدت أن منطقة الساحل والصحراء تحولت إلى بؤرة إرهابية غير مراقبة تمول جزء من أنشطتها الجزائر وبواسطة مرتزقة البوليساريو الذين يحولون جزء من المساعدات الدولية، في اتجاه الجماعات الإرهابية المتطرفة. وهي الحقيقة التي لا تريد الجزائر الاعتراف بها، لأنها ببساطة ستقوض دعائم سياستها الانفصالية والداعمة لكل الجماعات الإرهابية بما فيها البوليساريو التي ليست سوى درعا من دروع المخابرات الجزائرية توظفها في كل وقت وحين.