خلص حزب التجمع الوطني للأحرار في اجتماع عقده بداية الأسبوع الحالي، إلى التأكيد على أن الوضعية السياسية والإقتصادية في المغرب كارثية، وأن أداء حكومة بنكيران كان ضعيفا، بعدما فشلت في تسليط الضوء على القضايا الكبرى التي تؤرق بال المجتمع المغربي، ورهن مستقبل البلد لشهور أخرى. ودق حزب التجمع ناقوس الخطر وقال إن المرحلة الحالية تتسم بالدقة والصعوبة، وأن كل الوصفات التي جربها بنكيران لم تنهي الأزمة وفي أفضل الأحوال كانت مجرد مسكنات للألم. ودعا الحزب من منطلق مسؤولياتها السياسية والوطنية، إلى تضافر جهود جميع المكونات السياسية للخروج من النفق المسدود والبحث عن مخرج سياسي ينقذ البلاد مما وصفتها مصادر حزبية بالسكتة القلبية التي باتت وشيكة. وقال رشيد الطالبي العلمي القيادي في حزب الحمامة، إن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ وأن الحالة الراهنة لا تبعث على الإرتياح ولا تبشر بالخير، وأن كل ما يفعله بنكيران أنه يزيد من عمر الأزمة في غياب حلول حقيقية ومبادرات شجاعة، مشددا على أن الدخول السياسي والإجتماعي المقبل سيكون لا محالة ساخنا على اعتبار أن كل الملفات الكبرى لا زالت مفتوحة وأن كثيرا من الأوراش لم يتم الشروع فيها سواء تعلق الأمر بورش الجهوية الموسعة أو ورش إصلاح الإدارة المغربية، وكذلك الأوراش المتعلقة بالإقتصاد الوطني وتفعيل الحكامة والشفافية، والأهم من ذلك ورش إصلاح صندوق المقاصة الذي فشلت الحكومة الحالية في تفعيله رغم كل التصريحات التي أدلى بها وزراء حكومة بنكيران. من جهة أخرى حدد حزب التجمع الوطني للأحرار ما أسماها الخطوط العريضة لعمله المستقبلي، بناء على تقييم شامل لأداء الحكومة والذي كان ضعيفا وباهتا بحسب تأكيدات الطالبي العالمي، ووضع حزب الحمامة ضمن أولوياته الاشتغال على الملفات الكبرى والقضايا الإقتصادية الراهنة، والإنكباب على تحليل الظرفية الإجتماعية والإقتصادية التي باتت تهدد السلم الإجتماعي، وتكاد تعصف بمستقبل البلد. وتوقعت مصادر حزبية أن يبادر حزب التجمع الوطني للأحرار إلى مناقشة الملفات الكبرى سواء في المجال السياسي مثل ممارسة الضغط لإخارج القوانين التنظيمية الخاصة بالإنتخابات المقبلة، وإعادة الإعتبار للعمل التشريعي الذي قالت مصادر من داخل الحزب إنه دخل مرحلة التمييع المقصود، وأشارت المصادر ذاتها إلى الجانب الإقتصادي سيكون في أولوية الملفات التي سيطرحها حزب التجمع الوطني للأحرار للنقاش في ظل الأزمة الإقتصادية الراهنة، ودخول المغرب مرحلة الخطر، موضحة أن حكومة بنكيران فشلت حتى الآن في تبرير مجموعة من الأمور واكتفت بالمقابل بإعلان الزيادة أسعار المحروقات وهي الزيادة التي كانت لها تبعات خطيرة على الإقتصاد المغربي، بالنظر إلى تأثيراتها السلبية على مجموعة من القطاعات. إلى ذلك وصفت مصادر من داخل التجمع الوطني للأحرار حالة المغرب اليوم بالمقلقة، موضحة أن هناك أكثر من مؤشر على أن القطار زاغ عن سكته، وأنه يحتاج اليوم إلى سائق محنك قادر على قيادته وفق ما أكدته المصادر ذاتها. وخلص اجتماع المكتب التنفيذي للحزب إلى التأكيد على ضرورة الإشتغال على الملفات الراهنة، وفق أجندة سياسية واضحة، وقالت المصادر إن هناك اقتناع على أن فشل الحكومة الحالية ستكون له عواقب وخيمة على مستقبل المغرب. وبخصوص أداء السلطة التشريعية أجمع أعضاء اللجنة التنفيذية على أنه كان ضعيفا جدا وباهتا، وقالت المصادر إن مرور بنكيران بقبة البرلمان لم يكن موفقا في كثير من المناسبات، خصوصا أن استعاض عن مناقشة الملفات الكبرى بفتح جبهات جانبية، وحديثه في كل مرة عن التماسيح والعفاريت، ودعا التجمعيون إلى الإنكباب على حل المشاكل العالقة بدل أسلوب مطاردة الساحرات الذي ينهجه بنكيران والذي يقوض جهود المعارضة والأغلبية على السواء في خلق نقاش سياسي وطني حقيقي.