يعتبر عبد الله باها القيادي في حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، المستشار الخاص لبنكيران رئيس الحكومة وكاتم أسراره ورفيق عمره على حد قول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ويعتبر اليوم مستشارا لرئيس الحكومة أو كبير مستشاريه برتبة وزير دولة وقد أصر بنكيران على منحه وزارة بدون حقيبة قاتل بداية كي يسميه نائب رئيس الحكومة لكن دون جدوى لأن الدستور لا ينص على هذا المنصب. وتتداول الأوساط الحكومية أخبارا مفادها أن بنكيران لا يتحرك إلا بمشورة إن لم نقل أمر من عبد الله باها، ولا يمضي بنكيران قرارا إلا بموافقة باها، ويسميه زعماء الحزب الحكيم رغم أن الحكمة لا تظهر على باها إلا من خلال سكوته الكثير وعدم تصريحه إلا نادرا. عبد الله باها الذي يحمل ألقابا عديدة منها نائب الأمين العام للعدالة والتنمية والعضو الملحق بالمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح ووزير الدولة، دون أن يكون رجل دولة في يوم من الأيام، وكان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للعدالة والتنمية، أعطى نموذجا في ترشيد النفقات التي يعلنها الحزب صباح مساء وحتى في الليل. ففي صباح أول أمس الأحد وقعت حادثة سير كشفت المستور، وهي الحادثة الحقيقية أما ما وقع في طنجة فهو مجرد تطبيق للقانون الذي يسري على جميع الأحزاب سواء كانت في المعارضة أو الأغلبية. الحادثة كان بطلها عبد الله باها. طبعا الحوادث تقع كل يوم وفي أحيان كثيرة لا يكون السائق هو المسؤول عنها قد تكون الطريق غير مهيأة أو يقع السائق في خطإ لا إرادي. لكن الحادثة التي كان بطلها باها كشفت عن عدم اكتراثه بالقانون أولا وثانيا استغلاله لسيارة الدولة يوم الأحد أي يوم العطلة وذلك لقضاء أغراض شخصية. لقد نظم حزب العدالة والتنمية الحملات وشن الهجمات المتتالية ضد استغلال سيارات الدولة، ووقعت الحادثة أياما قليلة بعد الرسالة التي بعثها بنكيران إلى وزرائه قصد شد الحزام أثناء تهييء الميزانية العامة وأمرهم أن يقللوا من النفقات ومن استغلال سيارات الدولة والغازوال وغيرها. فكيف يسمح عبد الله باها لنفسه باستغلال سيارة الدولة وخارج أوقات العمل وخارج العاصمة الرباط؟ وهل هذا هو النموذج الذي يقدمه حزب بنكيران في ترشيد النفقات؟ وهل يقف الأمر عند هذا الحد أن باها هو الشجرة التي تخفي غابة استغلال المال العام؟ لقد نسي عبد الله باها أن أحد وزراء العدالة والتنمية يمنع المسؤولين بوزارته من استغلال سيارة المصلحة يومي السبت والأحد بل أكثر من ذلك أن المدراء ورؤساء المصالح مضطرون مساء الجمعة لركوب الطاكسي من الوزارة إلى المنزل ويوم الإثنين من المنزل إلى الوزارة لأنه يطلب منهم ركنها بالوزارة مساء الجمعة. فهذا هو النموذج الذي يقدمه الحزب الإسلامي حول ترشيد النفقات. وهو نموذج قد يخفي الكوارث التي سيكشف عنها الزمن.