كشف حميد شباط عن المشاكل والصعاب التي يتخبط فيها حزب الاستقلال حين وقف مُشرِّحا بنيات أقدم حزب في المغرب وآليات اشتغاله، محددا الأسباب التي أودت بهذا الحزب إلى إفراز أوجه الاختلاف في مكوناته طمعا في تقلد الأمانة العامة عبر بروز متنافسين اثنين ترشحا إلى تقلد هذا المنصب، في سابقة أولى بتاريخ الحزب الذي يعتبر ضمير الأمة حسب شباط. وأكد مرشح الأمانة العامة لحزب الاستقلال في تجمع قدم خلاله برنامجه الانتخابي تحت شعار "التغيير" الأحد بالدار البيضاء٬ أن تحديث بنيات حزب الاستقلال وآليات اشتغاله ينبغي أن يتم عن طريق الديمقراطية الداخلية والاختيار الصحيح. وفي الوقت الذي صب فيه حميد شباط جام انتقاداته على العديد من فعاليات الحزب التي أرادت له أن يكون حزب "توريث" لبعض الأسر عوض أن يكون حزب كل المناضلين الاستقلاليين من مختلف الشرائح والطبقات والجهات الجغرافية داخل النسيج المجتمعي المغربي، تطرق حميد شباط بالنقد اللاذع إلى مكونات الحزب ومآله من خلال الدور "الباهت" الذي يلعبه في الحكومة الحالية بسبب عدم التواصل وانعدام الفاعلية داخل الحزب. وعن سلبية هذا الدور شدد حميد شباط على كون الحزب، وبصفته مكونا هاما من مكونات الأغلبية، في الحكومة، وقف في سابقة تاريخية تُحسب عليه وقفة المتفرج، منتهجا سياسة السكوت أمام العديد من القرارات الحكومية الصادرة، وعلى رأسها قرار الزيادة في الأسعار، في إشارة إلى أسعار المحروقات التي قررت حكومة بنكيران رفعها قبل قرابة ثلاثة أشهر من الآن. وعن انعدام التواصل بين مكونات الحزب وسياسة "المصلحة الخاصة" التي يمارسها بعض المستفيدين من الحزب قي الانتخابات التشريعية على سبيل المثال، حسب حميد شباط، ذكر الأخير بضعف عدد المقاعد البرلمانية المحصل عليها من طرف استقلاليي الرباط مقارنة مع عدد مرشحي حزب الميزان من جهة ومع ما يلاقيه من منافسة مع باقي الأحزاب. وبينما قدم برنامجه الانتخابي لتقلد منصب الأمين العام للحزب في تسعة عشر مادة إصلاحية، أشار حميد شباط إلى مراحل محاولات إقصائه المقصود والمُمنهج من طرف بعض مكونات الحزب ومؤسساته، محاولات إقصاء بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك في إطار الإلحاح على إبقاء الأمانة العامة للحزب بين أيدي "أسرة" الفاسي في حين أن كل مناضلي الحزب منذ تأسيسه أبناء غير "جينيين" (من الجِنات) للزعيم الراحل علال الفاسي. ومن أوجُه الإلحاح على إقصائه من تقلد منصب الأمين العام للحزب، ذكر حميد شباط بما وصفها "الوصية التاريخية" التي تركها عباس الفاسي عند نهاية مهمته، وجهها إلى شباط ولكل من له إرادة في تقلد منصب الأمين ومفادها أن من ضروريات مواصفات الأمين العام لحزب الاستقلال "أن يكون قليل الكلام ولا يحل مشاكل الناس"، وبالكلام الدارج "ما يكونش كيهضر وما يحلش مشاكل الناس". وأضاف شباط أن التنافس على منصب الأمين العام للحزب يعد حدثا تاريخيا وظاهرة صحية خاصة في هذه الظروف المتميزة على الصعيدين الداخلي والدولي من خلال ما يجري من حراك عربي٬ مشيرا إلى أن هناك عددا من القضايا الحزبية المطروحة منها ما يتعلق بالهوية وتدبير الشأن العام والمشاركة في الحكومة، مشددا على أن برنامجه يقوم على جملة من المقومات التي ينبغي مراعاتها في تحديث وتجديد بنيات الحزب وآليات اشتغاله٬ مبرزا أن هذه المقومات تتعلق على الخصوص بالديمقراطية الداخلية٬ والاحترام التام لقوانين الحزب٬ وتحديث الإدارة الحزبية٬ واللامركزية الحزبية٬ وتقوية مؤسسة المفتشين٬ والتواصل والإعلام الحزبي٬ وحكامة التدبير المالي وشفافيته. وبالتكوين الحزبي٬ ومواكبة شاملة لمنظمات الحزب وهيئاته وروابطه المهنية٬ والعناية بالشباب والمرأة٬ وقدسية استقلال القرار الحزبي٬ ودبلوماسية حزبية جريئة٬ وربط المسؤولية بالمحاسبة٬ والاهتمام بالعمل الاجتماعي٬ ودعم الفريقين الاستقلاليين بالبرلمان والمنتخبين بالجماعات والغرف المهنية٬ ومواقف قوية بخصوص القضايا الوطنية والمغاربية والعربية والإسلامية.