على الرغم من الضجة الكبرى التي يعيشها المغرب بسبب الإخفاقات المتلاحقة للرياضة الوطنية في الاولمبياد، فإن المسار الرياضي الوطني في هذه الألعاب يظل ضعيفا بالمقارنة مع العديد من الدول كما أن رصيده من الميداليات يبقى هو الآخر هزيلا في تاريخ هده الألعاب، منذ أول مشاركة مغربية في أولمبياد 1962 إلى آخر أولمبياد أسدل عليه الستار أمس الأحد بلندن، وكانت فيه الحصيلة ضعيفة مقارنة مع سالف المشاركات المغربية حيث لم يتعد هدا الرصيد الى حدود ماقبل اليوم الأخير(السبت) ميدالية واحدة ومن معدن النحاس وكانت من نصيب ألعاب القوى التي ظلت هي القاطرة التي تجر وراءها باقي الرياضات الوطنية. وتبقى رياضة ألعاب القوى المغربية هي أم الألعاب الوطنية ولو مجازا لكونها حصلت خلال نصف قرن من المشاركات على غالبية هده الحصيلة من المعادن الثلاثة الموزعة مابين الذهب والفضة والنحاس، في حين تبقى الرياضة الأكثر شعبية والأكثر مصاريف مالية ، وهي كرة القدم التي تشغل بال أكثر من ثلثي المغاربة خارج الصف سواء تعلق الأمر بالتتويج في هذه الألعاب الذي يبقى بعيدا كل البعد وصعب المنال، أوتعلق بالتمثيل المشرف الذي يفسره عدم المشاركة الملتزمة للمنتخب الوطني للكرة في كل الدورات أو تجاوزه للدور الأول في جل المشاركات المغربية لها النوع الرياضي. وإدا كانت حصيلة ألعاب القوى بلغت من ميداليات المعادن الثلاثة إلى 19ميدالية الى حدود اليوم، منها ست ذهبيات وخمس فضيات وثمانية نحاسيات، فإن الملاكمة الوطنية ساهمت في وقت من الأوقات في رفع هذا الرصيد إلى 22 ميدالية بحصولها على ثلاث ميداليات نحاسية، الأولى في 1988 بألعاب سيول عن طريق الملاكم عبد الحق عشيق، والثانية عن طريق شقيقه محمد في ألعاب برشلونة 1992، والثالثة عن طريق الطاهر التمسماني في ألعاب سيدني 2000، وذلك في الوقت الدي كان يسيرها أبناؤها ويسهر على الإعداد والتكوين فيها رجال استطاعوا أن يصنعوا لها مجدها عبر إدارة تقنية متمرسة قادها في وقت من اوقات التوهج المدير التقني العربي هيواد.. وعلى الرغم من أن رياضة الملاكمة سُخرت لها مبالغ مالية مهمة في السنوات الأربع الأخيرة في إطار إعداد منتخبات رياضيي النخبة إلا أنها لم تكن في الموعد وفق الآمال التي علقت عليها باعتبارها تشغل هي الأخرى بال السواد الأعظم من المغاربة ولكونها رياضة تأتي في درجة الشعبية بشكل متواز مع رياضة كرة القدم تقريبا، وأن الشريحة التي تتعاطى إليها تنتمي الى الطبقة الاجتماعية الفقيرة جدا. وقد فقدت الملاكمة المغربية خطها التصاعدي مباشرة بعد العاب سيدني الى اليوم وهي الفترة التي تقلد فيها عبد الجواد بلحاج مسؤولية الرئاسة حيث لم يكن بوسع هده الرياضة الحفاظ على مكتسباتها على الأقل التي حققتها في ثلاث مناسبات أولمبية. وما يقال عن كرة القدم والملاكمة يقال عن باقي الرياضات الوطنية الأولمبية التي ظلت" تبتلع" الأموال من دون تقديم المقابل المنتظر منها على غرار الجيدو و المصارعة و السباحة و المسايفة والتيكواندو ، إذ ظل من يهدف إلى من هده الرياضات الى التاهل الى الالعاب الاولمبية في ظرف نصف قرن يواظب من أجل المشاركة المحض مثل كومبارس لا تهمه النتيجة الايجابية أو حصد الألقاب ، ومن لا يتاهل لا يفكر في مستقبل مشرق قد يمثل به المغرب على أكمل وجه عن طريق دحض أسباب الإخفاق. ومنذ بداية المشاركة المغربية في الأولمبياد سنة 1962 بروما حصل على 22 ميدالية 6 ذهبيات و5 فضيات و11 نحاسيات، وكانت أول ميدالية في أول مشاركة عبر البطل المرحوم عبد السلام الراضي في الماراطون وكانت فضية. وغاب المغرب عن منصات التتويج حتى 1984 بلوس أنجلوس حيث حصل على ذهبيتين عبر نوال المتوكل في 400 متر حواجز وسعيد عويطة في 5000 متر. وجاءت أول ميدالية خارج ألعاب القوى في سيول 1988 في الملاكمة عبر عبد الحق عشيق الذي حصل على نحاسية وأعاد أخوه محمد عشيق الكرة في برشلونة 1992، واختتم الطاهر التمسماني ميداليات الملاذمة بنحاسية سيدني 2000. وشهدت أولمبياد سيدني 2000 حصول المغرب على أكبر عدد من الميداليات في تاريخه وكانت 5 ميداليات فضية و4 نحاسيات، بينما كانت المشاركة الأحسن في أثينا 2004 بذهبيتين للكروج وقضية لحسناء بنحسي ثم لوس أنجلوس 1984 بذهبيتن لعويطة ونوال المتوكل. وحصل المغرب في أولمبياد بكين 2008 على فضية من جواد غريب في المارطون ونحاسية لحسناء بنحسي في 800 متر. وحصلت ألعاب القوى المغربية على حصة الأسد ب 6 ذهبيات و5 فضيات و8 نحاسيات بينما حصلت الملاكمة على 3 نحاسيات فيما لم تحصل باقي الرياضات على أي ميدالية.. الحصيلة الميداليات الذهبية : نوال المتوكل : ألعاب القوى (400م حواجز) سنة 1984 في لوس أنجلوس سعيد عويطة : ألعاب القوى (5000م) سنة 1984 في لوس أنجلوس إبراهيم بوطيب : ألعاب القوى (10000م) سنة 1988 في سيول خالد السكاح : ألعاب القوى (10000م) سنة 1992 في برشلونة هشام الكروج : ألعاب القوى (1500م و5000م)سنة 2004 في أثينا الميداليات الفضية : عبد السلام الراضي : ألعاب القوى (الماراطون) سنة 1960 بروما. رشيد البصير : ألعاب القوى (1500م) سنة 1992 برشلونة. هشام الكروج : ألعاب القوى (1500م) سنة 2000 سيدني. حسناء بنحسي : ألعاب القوى (800م ) سنة 2004 في أثينا جواد غريب : ألعاب القوى (ماراطون) سنة 2008 في بكين. الميداليات البرونزية : سعيد عويطة : ألعاب القوى (800م) سنة 1988 في سيول. عبد الحق عشيق : الملاكمة (54 كلغ) سنة 1988 في سيول. محمد عشيق : الملاكمة (57 كلغ) سنة 1992 في برشلونة. صالح حيسو : ألعاب القوى (10000م) سنة 1996 في أطلانطا. خالد بولامي : ألعاب القوى (5000م) سنة 1996 في أطلانطا. نزهة بيدوان : ألعاب القوى (400م ح) سنة 2000 في سيدني. إبراهيم لحلافي : ألعاب القوى (5000م) سنة 2000 في سيدني. علي الزين : ألعاب القوى (3000م موانع) سنة 2000 في سيدني. الطاهر التمسماني : الملاكمة (57 كلغ) سنة 2000 في سيدني. حسناء بنحسي : ألعاب القوى (800م) سنة 2008 في بكين.