أفادت مصادر إعلامية جزائرية، أن البوليساريو يعاني من وضع داخلي وصف بالمقلق بعد تدهور العلاقات بين قياداتها على خلفية الاتهامات المتبادلة بالرشوة والمحسوبية وسرقة أموال المساعدات، إضافة إلى قرار إسبانيا بسحب كافة المتطوعين الأوروبيين العاملين في المخيمات بسبب غياب الأمن. وكشفت المصادر ذاتها أن استقالة حاج أحمد بريك الله وزير التعاون في البوليساريو عرت المستور، وتحولت إلى فضاء لتبادل التهم، موضحة أن استقالة بريك الله، جاءت احتجاجا على مخلفات مالية مارسها سلفه سالك بابا حسانة، موضحة أن بعض قيادات البوليساريو تحولوا إلى تجار بما فيهم عبد القادر طالب عمر رئيس الوزراء المزعوم الذي تعرض لانتقادات واسعة بسبب دعمه للوزير السابق المتهم بالمتاجرة في المساعدات الإنسانية. وقالت المصادر ذاتها، إن بريك الله فجر قضية اختلاسات همت أموالا منحتها الحكومة الفنزويلية بقيمة 7 ملايين دولار كانت موجهة لإقامة مشاريع في المخيمات، موضحة أن مسؤولين كبار في الجبهة هددوا بالاستقالة احتجاجا على السياسات التي يرعاها رئيس الانفصاليين محمد عبد العزيز ويدعم من خلالها الفاسدين، وأكدت المصادر ذاتها أن وزير التجارة عبيدة الشيخ ووالي أوسرد عبدة هميم من بين أبرز المهددين بالاستقالة ما لم يتم فتح تحقيقات موسعة في ملفات إساءة استخدام أموال المساعدات واختلاسها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن انتفاضة الشباب الصحراوي الذين قاموا بتحدي سلطة البوليساريو بشكل مباشر على الرغم من مسارعة قوات الأمن للجبهة بالتحرك لقمع الاحتجاجات واعتقال مرتكبيها. وقالت إن مرتزقة عبد العزيز اعتقلوا ناشطة صحراوية تدعى مريم بنت الحبيب ولد الحبادي المنحدرة من قبيلة الركيبات السواعد في مخيم السمارة قبل أن يضرموا النار في خيمتها، بعد أن هتفت أمام القاطنين في المخيم عاش الملك محمد السادس. وأكدت المصادر ذاتها تزايد حركة الاحتجاجات الشبابية ضد قيادة البوليساريو، موضحة أن بعض شباب المخيمات، فضلوا التوجه للعمل ضمن عصابات التهريب التي تنشط في المنطقة في حين يستقطب تنظيما القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا أعدادا متزايدة منهم، وأرجعت المصادر هذا التردي إلى ترهل القيادة وانتشار الفساد والمتاجرة بالقضية الصحراوية بالتنسيق مع متنفذين في الجزائر. وكانت تقارير دولية كشفت عن معاناة القاطنين في المخيمات من أوضاع إنسانية بسبب الفساد والمتاجرة في المساعدات الإنسانية التي تقدم من قبل الدول المانحة. إلى ذلك قالت المصادر، إن 15 عامل إغاثة أوروبي استنجدوا بموظفي البعثة الأممية المينورسو العاملة بالمخيمات بهدف إخراجهم من هذه الأخيرة بصورة مستعجلة، بعد أن تعرضت سلامتهم للخطر مع إطلاق تنظيم القاعدة لتهديدات ضد كل الأجانب العاملين هناك.